خطف اللقاء الذي أقامه النائب السابق الدكتور فارس سعيد في دارته الأنظار، بعدما دعا إليه السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري وعدداً من رجال الدين.
الحدث، بحسب أوساط جبيليّة، لم يكن عابراً، إذ يُعدّ من المرات النادرة التي تُوجَّه فيها دعوة من هذا النوع إلى شخصية دبلوماسية رفيعة المستوى من دون حضور سياسيين بارزين، ما أضفى على اللقاء طابعاً رمزياً يوحي برسائل أبعد من الشكل إلى جوهر المرحلة اللبنانية الدقيقة.
ونقلت أوساط دينيّة شاركت في اللقاء أنّ الأجواء كانت إيجابية ودافئة، عكست رغبة حقيقية في فتح نوافذ للحوار .
ومن بين المدعوين، كان المونسنيور عبدو أبو كسم الذي تعذّر عليه الحضور لانشغالات تتعلّق بالتحضيرات الجارية لزيارة البابا إلى لبنان، وأوضح في اتصال أجرته معه “الكلمة أونلاين”، أنّه كان من بين المدعوين، لكن ارتباطاته المهنية حالت من دون مشاركته، مشيداً بخطوة الدكتورسعيد وواصفاً إيّاها بـ”المبادرة الواعية التي تُعيد توجيه البوصلة نحو الانفتاح والتلاقي”.
وأشار أبو كسم إلى أنه سبق وتناقش مع سعيد في ضرورة استكمال مفاعيل زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى المملكة العربية السعودية، والتي شارك هو نفسه فيها، معتبراً أن المنطقة تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى سلام مبني على التواصل والانفتاح لا على التقوقع والانغلاق.
وقال: “الاستفزاز لا يولّد إلاّ مزيداً من التوتر، والتعصّب سواء كان داخل البيت الواحد أو بين الأديان، وأّنّ هذا التعاطي المنغلق لم يعد يخدم أحدًا في هذا الشرق المتعب.”
وأضاف، الخطوات التي يقوم بها السفير البخاري تعبّر عن روح انفتاح صادقة، داعياً إلى أن تُقابل هذه المبادرات الإيجابية بخطوات مماثلة من الجانب اللبناني.
وختم أبو كسم بالقول: “هذا اللقاء لا يجب أن يُختزل في صورٍ تذكارية أو مجاملات بروتوكولية، إنّما أن يتحوّل إلى نقطة انطلاق نحو ثقافة حوار حقيقية، تُعيد بناء الجسور بين المسيحيين والمسلمين، وتؤسس لسلام دائم في لبنان والشرق الأوسط.
هذه رسالة سياسيّة وروحية معاً، رسالة تؤكد أنّ لبنان ما زال قادراً على احتضان الحوار متى وجدت الإرادة، وأنّ الانفتاح يمكن أن يكون المدخل الأصدق لإعادة ترميم الثقة بين الداخل والخارج، وبين أبناء الوطن الواحد مهما تباينت انتماءاتهم.
استكمالاً لزيارة الراعي إلى السعوديّة…البخاري في دارة سعيد!- كارين القسيس






