في أجواء روحيًّة مميزة جمعت المؤمنين من مختلف الأعمار. أُقيم القداس في كنيسة مار بهنام ساره – الفنار، شارك في القداس الاب دافيد ملكي كاهن الرعية وخدمه جوقة الكنيسة ونظمه كشاف مار بهنام وساره، كما اكتظت الكنيسة بابناء الرعية الذين حضروا للمشاركة في هذه المناسبة المقدسة.
تميز القداس بطقس غسل الأرجل، الذي يحمل رموزًا ومعاني لاهوتية عميقة تعكس جوهر المحبة والتواضع المسيحي. فقد قام المطران شارل مراد بغسل أرجل اثني عشر شاباً يمثلون تلاميذ المسيح، مستحضراً بذلك الحدث التاريخي عندما غسَل يسوع أرجل تلاميذه في العشاء الأخير.
يرمز هذا الطقس إلى التواضع والخدمة كقيمتين مركزيتين في حياة المؤمن. فالمسيح، معلم ورب التلاميذ، لم يتردد في أداء عمل يُعتبر في العرف البشري من مهام الخدم، ليُعطي بذلك درسًا خالدًا في محبة الآخر دون تمييز. هذا العمل يذكر المؤمنين بدعوتهم للخدمة المتواضعة، حيث قال السيد المسيح: “أنا أعطيتكم مثالًا لكي تفعلوا أنتم أيضًا كما فعلت أنا بكم.”
كما يُجسد غسل الأرجل مفهوم الطهارة الروحية، حيث لا يقتصر على النظافة الجسدية بل يمتد ليشمل تطهير القلب والنفس من الكبرياء والأنانية. وقد تأمل الحاضرون هذه اللحظات بخشوع عميق، مدركين أن هذا الطقس ليس مجرد تقليد كنسي، بل هو دعوة متجددة للعيش في محبة وخدمة الآخرين بتواضع حقيقي.
اختُتم القداس بتطواف القربان المقدس وسط أجواء من الخشوع والترنيم الروحي، مما زاد من عمق التجربة الروحية في هذا اليوم المقدس.
احتفل المطران شارل مراد بقداس خميس الأسرار وتأسيس سر الإفخارستيا
