ذبيحة شكر للرب وتقديرا لخدمة المطران يوحنا رفيق الورشا على خدمته السابقة كرئيس للمعهد الحبري الماروني قبل انتقاله إلى رعاية الابرشية البطريركية منطقة جونيه .وتسليمه هذه الخدمة للخورأسقف جورج ابي سعد الذي كان يشغل منصب رئيس الاكليريكية البطريركية في غزير.
حضر القداس حشد من سفراء الدول والرسميين والمؤمنين وللمناسبة كانت كلمات الشكر الأبوية في عظة التسليم والتسلم لكل من يخدم بأمانة كالعذارى الحكيمات مستشهدًا بإنجيل يوم الأحد القادم، حيث اعتبر غبطته أن المصباح الجاهز دومًا لأستقبال العريس ،يشبه العبد الأمين الذي يخدم بكل مواهبه وطاقاته ما قد أوكله الرب خدمته.
في ما يلي نص العظة عن الإيطالية:
“إسهروا إذًا لأنكم لا تعلمون لا اليوم ولا الساعة”
متى 25: 13
هذا إنجيل اليوم؛ يسوع يقول لنا: إنه يأتي أولًا في حياة كل منا، يقتضي منا وقفة لقول الحقيقة، وفعل الخير، وأخذ موقف. هذا هو مجيئه في حياتي اليومية.
من غير المستطاع أن يعيش المؤمن الحقيقي على هامش الحياة من دون أي اعتبار وقيمة لحياته الخاصة اليومية.
مجيئه الثاني هو ساعة الموت، كل منا يعلم أنه سوف يموت جسديًا عن حياة الأرض. وأسأل نفسي كل يوم أمام سر الموت: لماذا ماتوا؟… بالمرض، بالسرطان، بسكتة قلبية، بحادث سيارة، وغيرها من الأسباب العديدة.
فالمطلوب أن أفكر حقًا بساعة موتي، وهذا ليس بخوف أو رعب أن أتأمل بهذه الحقيقة. وحالة انتظار مجيء الرب هي حالة انتظار فاعل بمسؤولية كاملة تجاه الله والذات، وتجاه الآخر والعائلة والمجتمع والوطن.
لا يمكننا أن نعيش كالعذارى الجاهلات، لا نفكر بالغد أو بالآتي، بل يقتصر تفكيرنا ومخططاتنا على اليوم وحاجات اليوم، مع خوف مطلق أو تجاهل كامل للغد والمستقبل.
المؤمن الحقيقي يتشبه بالعذارى الحكيمات اللواتي يطرحن على أنفسهن أسئلة وجودية تتعامل مع الواقع وتحسب للمستقبل وتتعلم من الماضي.
أمام كل تجربة، وأمام أي ظرف، علينا بالعيش في حالة من الانتظار المستعد. فاستعداد المؤمن هو حالة مقدسة توصله بالتأكيد لمعاينة وجه القدوس.
علينا بقراءة علامات الأزمنة التي تحدث في حياتنا.
كذلك نحن اللبنانيون اليوم، لا يمكننا انتظار المجهول دون وعي وتفكير وقراءة الأحداث الواقعة والواقعية على أرض وفي قلب الوطن. على كل لبناني أن يقرأ دوره في قلب كل حدث، فيعتبر نفسه معنيًا بكل تفصيل، دون تجاهل لواجبنا الوطني، وهو بالحقيقة حق مضمون لنا أن نكون معنيين ومتأملين لا متألمين.
هكذا نعيش زمن الله في زمن البشر، فنحن لا نخضع للتاريخ البشري فقط، بل نخضع لتاريخ الخلاص الذي يتحد بالتاريخ البشري كي يظهر حقًا عمل الله في حياتنا اليومية.
أعطيكم مثل عيشنا اليوم في لبنان بترقبنا حالة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة، وحديث السلام… لا يمكننا هنا أن نعيش حالة انتظار مجهول الهوية وكأننا في عالم التكهنات. نريد أن ندخل حقًا في إطار التساؤل عن دور لبنان ودور كل واحد منا: ماذا نعمل؟ كيف نتصرف؟ ماذا ننتظر؟
أسئلة علينا أن نطرحها بمسؤولية مع المسؤولين: مع رئيس الجمهورية، مع رئيس الحكومة، مع رئيس المجلس النيابي. لا يمكننا ترك الأمور لعالم الغيب.
وكلنا نعلم وقد تلمسنا تدخل الله في حياتنا وإنقاذنا من مآزق عديدة، “فاسهروا إذا وصلوا لأنكم لا تعلمون متى تكون النهاية” (متى 24: 42).
احتفل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بالقداس الإلهي في المعهد الحبري البطريركي الماروني في روما يوم السبت ١٨ تشرين الاول






