أدلين خوري: تحدّيات كثيرة تمنع نشر لاهوت الجسد في منطقتنا

شدَّدَ البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني في تعاليمه المتعلّقة بلاهوت الجسد على أنّ الجسد البشريّ له معنى أعمق من مجرّد كونه وعاءً للروح، فهو يعكس سرّ الله ومحبّته. في هذا الإطار، تطلّ عبر «آسي مينا» أدلين خوري، وهي تُدرّس لاهوت الجسد وتتعاون في إطلاق مبادرات خاصّة به في لبنان وخارجه، لتُخبرنا عن أهمّية تعليم هذا اللاهوت وسُبل مواجهة التحدّيات التي تعوق نشره في الشرق الأوسط.
تشرح خوري: «لاهوت الجسد هو تعليم كتبه البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني ليُجيب عن هذه التساؤلات: من هو المخلوق البشريّ؟ لماذا خَلَقنا الله ذكرًا وأنثى؟ ما هو معنى حياتنا وإلى أين نحن متّجهون؟ ومن المهمّ التشديد على أنّ لاهوت الجسد ليس مجرّد تعليم أخلاقيّ عن الحياة الجنسيّة والعائليّة فحسب، بل إنّه أبعد من هذا المفهوم، وهو يرتكز على أسرار ثلاثة: الخَلق والتجسّد والفداء».
وتُضيف: «واقع الشرق الأوسط مبنيّ على احترام العائلة وسرّ الزواج. لكن في المقابل، يشهد الشرق تهديدات عدّة تتمثّل في قلّة المعرفة، العيب، الخوف، والخجل غير الصحّي. فالعائلات تخجل من طرح المسائل الجنسيّة مع أولادها، إنّما يجب التحدّث معهم عنها، انطلاقًا من تعاليم الكنيسة، من دون كبت أو فلتان».
وتُخبِر: «النساء عمومًا يتعرّضن لضغوط شتّى، منها التزام معايير محدّدة للجمال، ما يؤدّي إلى فهم خاطئ لمعنى الجسد وكرامته. وقد أصبحت كلمة الحبّ ملغومة، إلى درجة أنّنا لم نعد نفهم معنى الشراكة في الزواج أو سُبل عيش فكرة العطيّة في هذا السرّ المقدّس. إنَّ كلًّا من المرأة والرجل يُشكّل عطيّةً للآخَر. وقد ورَدَ في تعليم البابا يوحنّا بولس الثاني أيضًا أنّ “من الواجب إعادة تعليم العالم معنى الكلمات”، أي ما هو مفهوم الجسد والعطيّة والزواج».
وتوضح خوري: «من تأثيرات الغرب السلبيّة في الشرق، أوّلًا مشاهدة أفلام غربيّة تُكوِّن صورة مغلوطة عن ممارسة الجنس، وكأنّها أمر عاديّ. أمّا التهديد الأخطر فيتجلّى في موضوع تغيير الجنس الذي يُخطَّط له وتُصرَف أموال طائلة لترويجه. أولادنا في الشرق هم في دائرة الخطر، إذ يتشرّبون سلوكيّات سيّئة من الغرب».
وتردِف: «البابا يوحنّا بولس الثاني قال إنّ “الأولاد مثل الاسفنج”، إذ يتأثّرون بما حولهم. ومن المهمّ التركيز على التكوين الصحيح لهويّتهم الجنسيّة، فهم يستحقّون تربية متكاملة، عاطفيًّا وجنسيًّا».
وتختِم خوري: «يجب نشر تعاليم لاهوت الجسد في الشرق والتشديد على أهمّيتها. “الجسد ووحده الجسد، هو القادر على أن يجعل ما هو غير مرئيّ – الروحانيّ والإلهيّ – مرئيًّا” (لاهوت الجسد 19/4)».