صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو تنشر مقالاً للكاردينال شيرني بعنوان “دبي ٢٠٢٣: هل هو النداء الأخير من أجل المناخ؟”

نشرت صحيفة “أوسيرفاتوريه رومانو” الفاتيكانية مقالاً بقلم عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل شيرني تحت عنوان “دبي ٢٠٢٣: هل هو النداء الأخير من أجل المناخ؟”
أكد نيافته أن إعلان البابا فرنسيس عن مشاركته في مؤتمر الأطراف Cop28 شكل بحد ذاته نقطة تحولية، وحمل في طياته دعوة إلى الجماعة الدولية كي تتدخل لصالح المناخ. ولفت شيرني إلى أن هذا الموقف ليس سياسياً بقدر ما هو مسؤولية خلقية تقع على عاتق الجميع. وبعد ثماني سنوات على إصداره الرسالة العامة “كن مسبحا” ها هو الحبر الأعظم يلجأ إلى سلطته المعنوية كي يعطي دفعاً لمحادثات مؤتمر الأطراف Cop28، خصوصا وأن ملايين الأشخاص يتطلعون اليوم إلى هذه القيادة الروحية والمعنوية التي يتمتع بها البابا.
بعدها ذكّر الكاردينال شيرني بأن الاعتناء بالبيت المشترك كان وما يزال أولوية في حبرية البابا برغوليو، كما يظهر في العديد من المداخلات والوثائق، والجهود الحثيثة الهادفة إلى تحقيق منعطف إزاء المخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية وأوضاع الظلم التي تعيشها شرائح المجتمع الأكثر هشاشة. وأكد نيافته في هذا السياق أن المسألة البيئية هي مشكلة اجتماعية عالمية، مشيرا إلى أن الحبر الأعظم يعارض كل محاولة لنكران المشكلة أو التقليص من أهميتها، مشددا على أنها مشكلة بشرية واجتماعية على مختلف الصعد وتتطلب ردة فعل من قبل الجميع.
لم يخل مقال المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى الإرشاد الرسولي “سبحوا الله” الذي أصدره البابا فرنسيس في الرابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي، قبل شهرين على انعقاد مؤتمر الأطراف في دبي. وذكّر بأن الوثيقة البابوية تتضمن فصلين خُصصا لقمم الأمم المتحدة، وفي وقت وجه فيه البابا بعض الانتقادات القاسية إلى المؤتمرات السابقة، جدد التعبير عن ثقته بالمبادرات المتعددة الأطراف التي هي أداة للحوكمة، لا مفر منها.
في الختام سلط الكاردينال شيرني الضوء على جناح الأديان في مؤتمر دبي، مشيرا إلى أنه يشكل فسحة للحوار ما بين الأديان التي تقع على عاتقها وعاتق أتباعها مسؤوليات كبيرة، خصوصا وأن الجماعات الدينية هي التي تعنى غالباً بشرائح المجتمع الأشد ضعفاً وتهميشاً وتمنى نيافته أن يجد أشخاص كثيرون في الأديان مصدر إلهام ويحققوا تقدماً على هذا الصعيد.