من هو أغسطس تولتون، الكاهن الكاثوليكي الأسود في أمريكا؟

في 19 حزيران 2024، احتفلت الولايات المتحدة بـ “Juneteenth”، وهو يوم عطلة وطنية لإحياء ذكرى تحرير العبيد الأمريكيين من أصل أفريقي في العام 1865. بالنسبة إلى الكنيسة الكاثوليكية، يعد هذا اليوم أيضًا فرصة لتذكّر المكرَّم أوغسطس تولتون (1854-1897)، أول كاهن كاثوليكي أسود في الولايات المتحدة. ولد أغسطس عبدًا في ولاية ميسوري في العام 1854، وينحدر من عائلة كاثوليكية. أصبح حراً في العام 1862، بعد هروبه مع والدته وشقيقيه عبر نهر المسيسيبي. وبحسب ما ورد قالت له والدته بعد العبور: “يا بنيّ، أنت حر. لا تنسَ صلاح الرب أبدًا”. “إذا لم تر أمريكا كاهنًا أسودًا من قبل، فيجب أن تراه الآن!” شعر أغسطس بأنه مدعو إلى الكهنوت، ولكنّه رُفض في كل إكليريكيات الولايات المتحدة، بسبب لونه. لذلك درس الكهنوت في الجامعة البابوية الحضرية في روما. سيم كاهنًا في العام 1886 في بازيليك القديس يوحنا لاتران عن عمر يناهز 31 عامًا، ثم عاد إلى الولايات المتحدة. وقد كتب الأب أوغسطس: “قيل إنني سأكون الكاهن الوحيد من عرقي في أمريكا وأنني ربما لن أنجح”. لكن الكاردينال جيوفاني سيموني، الذي كان آنذاك رئيس مجمع تبشير الشعوب في روما، أعلن: “لقد أُطلق على أميركا لقب الأمة الأكثر استنارة؛ سنرى ما إذا كانت تستحق هذا الشرف. إذا لم تر أمريكا كاهناً أسود من قبل، فيجب أن تراه الآن!” خدم الأب تولتون سنواته الثلاث الأولى ككاهن في كنيسة للكاثوليك السود في إلينوي. ثم أسس أبرشية سانت مونيكا في شيكاغو، وهي أول أبرشية أمريكية من أصل أفريقي في الولايات المتحدة، وقاد الرعية حتى وفاته المفاجئة في العام 1897 عن عمر يناهز 43 عامًا. الأب غاس الطيّب كان الأب تولتون لطيفًا ومتواضعًا، تعلّم خلال حياته القصيرة التحدث بالإنجليزية والألمانية والإيطالية واللاتينية واليونانية والإفريقية بطلاقة. وكان أيضًا موسيقيًا موهوبًا وذو صوت جميل. ساعد الفقراء والمرضى، وأطعم الجياع، وساعد كثيرين على اكتشاف الإيمان. كان يُعرف بمودة باسم “الأب غاس الطيّب”. افتتحت أبرشية شيكاغو قضية الأب تولتون في العام 2011، مما جعله خادمًا لله. ثم، في 12 حزيران 2019، اعترف البابا فرنسيس بفضائله البطولية وأعلنه مكرَّمًا. وأعلن الكاردينال بليز كوبيك، رئيس أساقفة شيكاغو: “تنبع قداسة أغسطس تولتون من معاناته الصابرة، وروحه الشجاعة، وقلبه الرعوي تجاه كل من قصده. إنّ الجهود التي قام بها ليصبح كاهنًا وخدمته المميّزة تجاه شعب الله هي أمثلة رائعة على قيمة وكرامة كل شخص بالأخصّ في هذه الأزمنة”.