منتدى زحلة الأكاديمي نظّم المؤتمر الأول للجمعيات والمؤسسات والأندية الخيرية في زحلة المطران ابراهيم: نؤكد على أهمية الشراكة لتحقيق الأهداف الوزير حجار : كل مبادرة تنسيقية ما بين الجمعيات ومؤسسات الدولة هي مفتاح النجاح

نظّم منتدى زحلة الأكاديمي المؤتمر الأول للجمعيات والمؤسسات والأندية الخيرية في زحلة، في مقام سيدة زحلة والبقاع، برعاية وحضور وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هيكتور حجار.
حضر المؤتمر رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس، رئيس منتدى زحلة الأكاديمي الدكتور بديع الحاج شاهين وممثلو الجمعيات في زحلة.
بعد النشيد الوطني اللبناني افتتاحاً، كانت كلمة رئيس منتدى زحلة الأكاديمي الدكتور بديع الحاج شاهين، رحب فيها بالحضور واوضح الهدف من اقامة المؤتمر وهو توحيد الجهود من اجل تقديم الخدمة الأفضل للمستفيدين من خدمات الجمعيات.
رئيس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس شدد في كلمته على تفعيل العمل المشترك بين الجمعيات، وعلى رسم سياسة واضحة للوصول الى الأهداف المنشودة، واعلن دعمه الدائم للمؤتمر.
رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم كانت له كلمة جاء فيها :
” حضرة معالي الوزير هيكتور الحجار، وزير الشؤون الاجتماعية المحترم،
حضرات المسؤولين عن منتدى زحلة الأكاديمي وسائر الجمعيات والأندية المشاركة المحترمين،
يشرفنا ويسعدنا أن نرحب بكم في المؤتمر الأول للجمعيات والأندية الاجتماعية في زحلة، الذي نظمه مشكوراً منتدى زحلة الأكاديمي. إن انعقاد هذا المؤتمر في مقام السيدة العذراء سيدة زحلة والبقاع يضفي عليه قدسية وروحانية تتناسب مع غاياته النبيلة، ويعزز من رسالته الإنسانية في خدمة المجتمع.”
واضاف ” معالي الوزير، إن حضوركم بيننا اليوم ليس مجرد دعمٍ معنويٍّ فحسب، بل هو تأكيدٌ على التزامكم العميق بخدمة المجتمع والوقوف إلى جانب أهله في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها وطننا الحبيب لبنان. إن المعاناة التي يعيشها اللبنانيون اليوم، جراء الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتلاحقة، تتطلب منا جميعاً بذل المزيد من الجهود والتضحيات لنكون عوناً وسنداً لكل من يحتاج إلى الدعم والرعاية. لذلك نأمل منكم إيلاء اهتمام خاص بمركز الوزارة في كسارة وفي زحلة بنوع عام.”
وتابع” انطلاقا من واقع الحال المر في لبنان، نستحضر البعد الروحي العميق الذي ينطوي عليه العمل الاجتماعي. فالإنجيل يعلمنا أن المحبة هي جوهر الإيمان، وأن الخدمة هي تجسيد لهذه المحبة في الحياة اليومية. إن مثل السامري الصالح الذي ورد في الإنجيل المقدس يقدم لنا مثالاً نبيلاً عن كيفية تقديم العون والمساعدة بلا تمييز. فالسامري الصالح، الذي لم يتوانَ عن مد يد العون لشخص غريب ومصاب، يجسد روح الخدمة الحقيقية التي يدعونا إليها الرب.
إن هذا المثل يدعونا إلى تجاوز الحدود الشخصية والاجتماعية والدينية لنكون رحمة وسلاماً لكل إنسان محتاج. وكما قال الرب يسوع: “أحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم”، فإن المحبة تتجلى في الأفعال التي نقوم بها يومياً لمساعدة الآخرين، خصوصاً في الأوقات الصعبة. إن رسالتنا كمؤمنين تتطلب منا أن نكون شهوداً على هذه المحبة من خلال أعمال الرحمة والتعاطف.”
وقال ” معالي الوزير، إن دوركم كوزير للشؤون الاجتماعية لهو دور محوري في توجيه الطاقات والجهود نحو تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الدعم اللازم للشرائح الأكثر ضعفاً في المجتمع. إن العمل الاجتماعي ليس فقط واجباً مدنياً، بل هو أيضاً واجب روحي يعكس القيم المسيحية التي تربينا عليها والتي ندعو الآخرين لاتباعها.
إن الأزمات الحالية تضع أمامنا تحديات كبيرة، ولكنها أيضاً تمنحنا فرصة لإظهار قوة إيماننا وعمق تعاطفنا مع الآخرين. إن الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني والجمعيات والأندية الاجتماعية تشكل حجر الأساس لبناء مجتمع متماسك ومتكافل. وهذه الشراكة تتطلب منا جميعاً الالتزام بالعمل الجاد والمخلص لخدمة المحتاجين وتخفيف معاناتهم.
في هذا المؤتمر، نؤكد على أهمية الشراكة بين مختلف الجهات لتحقيق أهدافنا المشتركة في بناء مجتمع قوي ومتضامن. إن العمل الاجتماعي ليس مجرد واجب، بل هو رسالة سامية تتطلب منا جميعاً الإلتزام والتفاني لتحقيق التغيير الإيجابي والارتقاء بمستوى الحياة الكريمة لجميع أبناء هذا الوطن.”
واردف سيادته ” أيها الأحباء، إن مبادراتِكم واستثمارَكم في الإنسان التي تقودها جمعياتُكم ومؤسساتُكم تُحدث فارقًا في تحقيق التنمية وتُحقق تغييرا إيجابيا في هذه المدينة والمنطقة.
أيها الأحباء، نحنُ ما وُجدنا هنا صُدفةً، في قلب هذا الشرق المصلوب، حيث يلتقي التاريخ مع الحاضر، وحيثُ يقعُ لبنان، أرضُ الأرز، التي تحكي قِصصَ الأمم والحضارات. لكن لبنان، بكل جماله وثرائه الثقافي، يعاني من تحديات متعددة تجعل العمل الاجتماعي فيه أمرًا حيويًا وضروريًا.
عندما نتحدث عن العمل الاجتماعي، فنحن نتحدث عن الحب، والتفرغ، والتضحية، وعن الأمل الذي يغذي القلوب المحطمة. في لبنان، أصبحت الجروح مكشوفة، وأصبحت الصرخات أعلى من الضحكات، وهنا تظهر أهمية العمل الاجتماعي.
تلك اليد التي تمتد للآخر، تلك الأذن التي تستمع لأحزان النفوس، تلك الكلمات التي تمنح الأمل… هي أساس العمل الاجتماعي. وفي بلد مثل لبنان، حيث الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة، يصبح العمل الاجتماعي جسرًا للحياة، ووسيلة للتغيير والتجديد. ليس فقط في تقديم المساعدات المادية، بل في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، في تقديم التوجيه والإرشاد، في تقديم الأمل في وجه اليأس. في لبنان، يصبح العمل الاجتماعي صوتًا للمكتومين، وأملًا لليائسين.”
وختم المطران ابراهيم ” نشكر لكم حضوركم الكريم، ونتطلع إلى مبادراتكم التي تضفي كرامة على إنسان هذه المدينة وأبناء بقاعنا الغالي. نأمل أن يكون هذا المؤتمر خطوة نحو تعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات لتحقيق مستقبل أفضل لوطننا العزيز. دمتم ذخراً للبنان وللإنسان!.”
وزير الشؤون الإجتماعية هيكتور حجار تحدث عن الواقع احالي في لبنان فقال :
” الواقع المرير في لبنان اليوم بحاجة الى استجابة طارئة تساعدنا للوصول الى التنمية. لا نستطيع العمل في الطوارئ فقط او في التنمية فقط. واذا اشتغلنا في التنمية فقط هناك فئات كثيرة من المجتمع اللبناني تعيش بعشرة دولارات فقط بالشهر نكون قد قضينا عليها، لذلك لا يمكننا السير الا بالمسارين معاً بعزيمة ورجاء وايمان. لا احد يتسطيع القيام بعمل اجتماعي في لبنان الا بإيمان.
لدينا مقاربتين: المقاربة الأولى هي الإستجابة للحالات الطارئة، وما اكثرها، والمقاربة الثانية هي التنمية. ”
واضاف ” الكثير يسأل ماذا حققت في الوزارة خلال ثلاث سنوات؟ اقول بكل وضوح، كل ما سأحاول او حاولت ان افعله لا يغطي بقعة من الرجاء في هذا العالم المظلم. نحن نحوّل هذا المشهد الأسود، مع آخرين يؤمنون بالرجاء، ونلوّنه بألوان تخفف اليأس وتساعدنا للإنتقال من حالة اليأس الى حالة الرجاء،على امل بناء بلد يعيش فيه اولادنا بكرامة. كان مطلوب منذ البداية تحويل حالة الطوارئ الى حالة مستمرة، نحن نعمل بدوة عدّة، وانا اقول كما اتيت سأذهب، ولكن افتخر بأنني اعمل لبناء وزارة للإنسان، كل انسان، وزارة تتطلع في كل لبنان.”
وتابع” اليوم اسمع انتقادات كثيرة على برنامج مساعدة الأسر الأكثر فقراً وبرنامج أمان، وانا هو من ينتقد هذا البرنامج من اجل تحسينه، لكننا اليوم على مشارف انتصاف العام 2024 ، والى الآن ساعدنا بأكثر من عشرين مليون وخمسمئة الف دولار، 175 الف عائلة وخلقنا نظام نحاول من خلاله الوصول الى اكبر عدد ممكن من العائلات المحتاجة في لبنان.”
وعن وضع زحلة قال الوزير حجار ” نحن مقصرون بحق زحلة، وصوتكم اليوم سيكون له صدى في الأيام المقبلة على ان يكون لدينا لجنة متابعة، ففي الأماكن التي لا نرى فيها جيداً سنستعمل عيونكم ومؤتمراتكم الأكاديمية لتساعدنا على رؤية افضل.”
وختم ” كل مبادرة تنسيقية ما بين الناس ومؤسسات الدولة هي مفتاح النجاح، لا نستطيع ان نعمل وحدنا ولا انتم كذلك، علينا التعاون بطريقة علمية بمساعدة التكنولوجيا نصل الى تحقيق الأهداف. هذا اللقاء مع لقاءات اخرى تحصل على الأرض تساعدنا ان نكون مواطنين صالحين، نستطيع ان نستجيب للطوارئ والتنمية، تساعدنا على ان نشبك الجمعيات والوزارات المعنية لإيجاد الحلول. المرحلة التي نعيشها لا نحسد عليها، نحن بحاجة الى اكاديميين، الى تقنية، الى تنسيق ولكن لا ننسى اننا بحاجة الى ايمان كبير ورجاء بلبنان والإنسان.”
وكانت كلمات لممثلي الجمعيات والمؤسسات والأندية الخيرية تحدثوا فيها عن عملهم الخيري، وجرى تقديم درع تقديري الى الوزير حجار وشهادات تقدير الى ممثلي الجمعيات.