مقابلة مع رئيس لجنة المجالس الأسقفية في الاتحاد الأوروبي

أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع المطران ماريانو كروتشاتا رئيس لجنة المجالس الأسقفية في الاتحاد الأوروبي الذي سلط الضوء على أهمية أخذ القيم الأوروبية في عين الاعتبار عندما سيتوجه الناخبون الأوروبيون إلى صناديق الاقتراع في شهر حزيران يونيو المقبل، وذلك بغية مواجهة التحديات المطروحة اليوم أمامنا، لاسيما فيما يتعلق بالسلام والهجرة، وتعزيز التضامن والدفاع عن الحياة والعائلة والبيئة. واعتبر أن التصويت لصالح الأحزاب الشعبوية يتعارض مع ضمير المؤمن المدعو إلى البحث عن الخير العام.
في رسالة وجهها أساقفة الاتحاد الأوروبي إلى الناخبين، مؤمنين كانوا أم غير مؤمنين، شددوا على ضرورة اتخاذ الخيار الأنسب، واختيار القادة السياسيين الشجعان، وأصحاب الكفاءات ومن تحركهم القيم، والعاملين فعلاً من أجل الخير العام. وأكدوا أن المشروع الأوروبي يهدف إلى بناء قارة موحّدة ضمن التنوع، قوية وديمقراطية، حرة ومسالمة ومزدهرة وعادلة، وأشاروا إلى أننا جميعنا مسؤولون عن هذا المشروع. وذكّر أصحاب السيادة بأهمية تعزيز القيم الأوروبية، شأن احترام كرامة الكائن البشري والارتقاء بها، فضلا عن تعزيز التضامن والمساواة والعائلة وقدسية الحياة، والديمقراطية والحرية والدعم والحفاظ على بيتنا المشترك.
في حديثه لموقع فاتيكان نيوز توقف المطران كروتشاتا عند أهمية الانتخابات الأوروبية المزمع إجراؤها في شهر حزيران يونيو المقبل، خصوصا وأن أوروبا تجد نفسها اليوم في مرحلة حساسة، وقد وُضع على المحك دورها، هويتها وطبيعتها، وهذه مسألة ليست مهمة بالنسبة للدول الأعضاء وحسب إنما للعالم كله، وبالنسبة لأفق سياسي أوسع. وقال إنه بدون الاتحاد الأوروبي لن يتمكن أي بلد منفرداً من القيام برسالته وهذا ما شدد عليه البابا فرنسيس مؤخراً خلال زيارته للشبونة.
في سياق حديثه عن التحديات التي تواجهها اليوم القارة القديمة قال سيادته إنها كبيرة فعلا، ومن بينها مسألة الذكاء الاصطناعي، التي تسعى المفوضية الأوروبية إلى إدارتها، وقد سبق أن حذّرت من المخاطر التي تترتب عليها. هذا فضلا عن ملفين آخرين هامين أيضا، ألا وهما الهجرات والتبدلات المناخية. فيما يتعلق بالهجرات أشار المطران كروتشاتا إلى أن الاتفاق الموقع في كانون الأول ديسمبر الماضي، لن يحل المسألة بطريقة ملائمة، لأن إلقاء المسؤوليات على عاتق بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط، وإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم لن يحلا المشكلة. لذا لا بد من التعامل مع هذا الملف بالطريقة الملائمة خصوصا إزاء استمرار سقوط الضحايا في البحر.
أما بالنسبة للأزمة المناخية فلفت سيادته إلى أنها تتطلب إجراءات عملية تأخذ في عين الاعتبار التصدي لظاهرة التبدل المناخي من جهة، والاهتمام بمتطلبات العمل من جهة ثانية. فثمة حاجة لإيجاد توازن بين هاتين الحاجتين. وعاد ليؤكد أنه إن لم تكن أوروبا منسجمة ومتّحدة ستصبح مواجهة تلك التحديات مهمة صعبة جداً.
تعليقاً على الحرب الدائرة على حدود الاتحاد الأوروبي، في إشارة إلى الصراع الروسي الأوكراني، قال سيادته إن ما يجري يسلط الضوء على أهمية الوحدة الأوروبية. ولفت إلى أن الإخفاقات الأوروبية تأتي نتيجة الانقسامات التي تضعف القارة على الرغم من إمكاناتها الهائلة، فهي عاجزة عن تنفيذ المبادرات والمقترحات والتأثير على أرض الواقع. واعتبر المطران كروتشاتا أن الاتحاد الأوروبي مدعو اليوم لأن يكون رائدا لعملية تعزيز الحوار والتوصل إلى هدنة ورأى أن هذا الأمر ينسحب أيضا على الوضع في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الانتخابات الأوروبية المقبلة يمكن أن تؤثر على السياسة الخارجية كما على مستقبل القارة الأوروبية نفسها.