نقلت رحلة خاصة إلى إيطاليا المجموعة الأولى لـ11 طفلاً يعانون من أمراض أو جروح خطيرة جراء الحرب التي يشهدها قطاع غزة. وقد حطّت الطائرة العسكريّة في مطار روما شيامبينو في حوالي الساعة 9:30 مساءً ليلة الاثنين 29 كانون الأول.
وعبر الأطفال الحدود إلى مصر، ومن هناك استقلوا الطائرة المتجهة إلى المطار.
وفي إيطاليا سيتم علاج الأطفال في مستشفى الأطفال المتخصّص “الطفل يسوع”، والمدار من قبل الفاتيكان. وسيشرف المستشفى على استقبال الصغار وإجراء الفحوصات الأولى، فيما سيتم نقل بعضهم إلى مرافق صحيّة في مدن جنوة وبولونيا وفلورنسا الإيطاليّة.
وإيطاليا هي الدولة الأوروبية الأولى التي تطلق عملية إنقاذ دوليّة لصالح ضحايا الحرب في غزة. وفي شهر شباط، ستبدأ وسائل النقل الجوي والبحري في نقل الأطفال الإضافيين الذين يعالجون في القاهرة إلى مستشفيات إيطالية مختلفة.
وحظيت هذه المبادرة بدعم من نائب حارس الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس، حيث أوضح بأنّه تلقى العديد من طلبات المساعدة من قبل العائلات المحليّة، “فتواصل على الفور مع المؤسّسات الحكومية الإيطاليّة، وحصل على موافقة إيجابيّة سريعة. وبعد ذلك بوقت قصير، بدأ نشاط وساطة مكثف شارك فيه الإسرائيليون والفلسطينيون والمصريون”.
الليلة الماضية، وأثناء انتظار وصول الأطفال على متن رحلة القوات الجوية الإيطاليّة، لم يتمكن الأب فلتس الفرنسيسكاني من إخفاء مشاعره أمام ما وصفه لوسائل الإعلام الفاتيكانيّة بأنه “أول علامة للسلام، والتي تحتاج إلى الإصغاء والتواضع”.
أما وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاجاني فصرّح لوسائل إعلام الفاتيكان: “نحن نعمل بشكل مكثف مع السلطات الإسرائيلية ومع السلطات والفلسطينية ومع السلطات المصرية. وتواصل إيطاليا التعبير عن تضامنها مع أولئك الذين هم بالتأكيد ضحايا أبرياء”.
هذا ووجّه السفير الفلسطيني لدى الكرسي الرسولي، عيسى قسيسية، عبر موقع أبونا، كلمة شكر إلى حاضرة الفاتيكان وإلى رئيس مستشفى “الطفل يسوع”، ولكلّ من بذل جهدًا في إيصال الأطفال، ضحايا الحرب الأبرياء، إلى مستشفى آمن. وأكد سعادته بأنّ هذه المبادرة تنسجم مع الدعوات والنداءات والتأكيدات المستمرّة لقداسة البابا فرنسيس والكرسي الرسولي في أنّ الاقتراب من حلّ الدولتين هو اقتراب للسلام الحقيقي في فلسطين والمنطقة.