أيها الإخوة والأخوات، يسعدنا أن نرحب بكم جميعاً وعلى رأسكم الأب الخوري عبدو أبو كسم، رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام.
أهلاً وسهلاً بكم في مطرانية سيدة النجاة، هذا الصرح الديني والوطني العريق، وفي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، التي تعكس تاريخ الوجود المسيحي المؤسس في هذا البقاع الغالي للعيش الواحد وروح التلاقي والتعاون والإخاء بين المكونات البقاعية الدينية المتنوعة.
إننا نلتقي اليوم في هذا المكان المقدس الذي يشهد على تاريخ طويل من الإيمان والعطاء، لنؤكد على أهمية الإعلام ودوره الحيوي في حياتنا المعاصرة. إن الإعلام الكاثوليكي بشكل خاص يلعب دوراً محورياً في نقل رسالة الكنيسة وتعاليمها إلى أوسع نطاق، ويساهم في تعزيز قيم الحق والعدالة والمحبة والسلام في مجتمعاتنا.
أيها الأعزاء، إن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل هي رسالة سامية تتطلب منكم التزاماً دائماً بالمهنية والأخلاقية. أنتم الأعين التي ترى الأحداث وتنقلها، والأصوات التي تعبّر عن معاناة الناس وآمالهم. أنتم الحراس على الحقيقة، والناقلين للوقائع بأمانة وصدق. فالكلمة التي تكتبونها والصورة التي تنقلونها تحمل تأثيراً كبيراً في تشكيل الرأي العام وتوجيهه نحو الخير.
في هذا السياق، نود أن نشدد على المناقبية الإعلامية التي تتطلب منكم التحلي بأعلى درجات النزاهة والموضوعية. يكفينا ما نراه من كوارث في لبنان بسبب الإعلام المأجور والمُرتهن، في حين أن الصحافة الحقيقية التي تمثلون هي التي تلتزم بالحقائق دون تحيز، وتنقل الأحداث بموضوعية تامة. إن مسؤوليتكم تجاه المجتمع كبيرة، لأنكم تشكلون ضمير الأمة وتعكسون نبض الشارع واهتمامات الناس.
كما نود أن نؤكد على أهمية التعاون بين المؤسسات الإعلامية والكنيسة، لأننا نؤمن بأن الإعلام يمكن أن يكون شريكاً قوياً في تحقيق رسالتنا الروحية والاجتماعية. نأمل أن يكون هذا اللقاء مدماكا أساسيا إضافيا لتعاون مثمر وبناء، يسهم في تعزيز التواصل والفهم المتبادل بين الكنيسة ووسائل الإعلام.
وفي الختام، لا يسعني إلا أن أعرب عن شكري وتقديري لكل واحد منكم على حضوره ومشاركته. أنتم تمثلون قوة إيجابية في المجتمع، ونعول عليكم في نقل رسالتنا ودعم جهودنا في خدمة الإنسان والمجتمع. شكراً لكم على تفانيكم وإخلاصكم، ونسأل الله أن يوفقكم في مهامكم وأن يسدد خطاكم في كل ما تقومون به من عمل نبيل.
بعد هذا اللقاء سوف ننتقل وإياكم إلى مشروعنا الإنساني الكبير: طاولة يوحنا الرحيم التي هي عبارة عن مطعم يقدم وجبات مجانية ساخنة لألف وأربعمئة شخص يوميا خمسة ايام في الاسبوع، لكافة المحتاجين في زحلة والجوار، دون اي تمييز من اي نوع كان.
قام بتأسيس هذه الطاولة سيادة المطران عصام يوحنا درويش في شهر كانون الأول سنة 2015، وهي تحظى اليوم بنعمة الله على اهتمامي وعنايتي ودعمي.
تتابع الطاولة رسالتها المقدسة بعناية سيدة النجاة والقديس يوحنا الرحيم، شفيع الطاولة، الذي كرّس حياته لمساعدة الفقراء والذي كان يُطلِق عليهم لقب “أسياد المدينة” إيماناً منه بأنهم إخوة المسيح وأننا بفضلهم نصبح كرماء، ونلقى خيراً يفوق تقادمنا، ونعكس كرم الله الذي هو ينبوع كل الخيرات وكنز الصالحات، فنحتاجهم بقدر حاجتهم الينا. هناك سنتناول طعام الغداء ونتشارك بما يُقدَّم لهم ولنا يوميا من كرم الله وجوده.
مرة أخرى، أهلاً وسهلاً بكم في مطرانية سيدة النجاة، ونتطلع إلى متابعة اللقاءات معكم في سبيل التعاون والعمل المشترك في خدمة الحقيقة والعدالة والجمال والسلام. شكراً لكم.
+ابراهيم