على نيّة السلام في لبنان وسلامة أبنائه، ولمناسبة عيد القدّيسة تريزيا الطفل يسوع، احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بالذبيحة الإلهيّة في كنيسة القدّيسة تريزيا الطفل يسوع في الفياضيّة، عاونه فيها خادم الرعيّة الخوري عصام ابراهيم والخوري ميشال الخوري، بمشاركة النائب الأسقفي لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح والكهنة خليل سميا ودانيال خوري وأغسطينوس الحلو، وبحضور حشد من أبناء الرعيّة.
وفي عظته شدّد المطران عبد الساتر على أنّه “على الرغم من القلق والحزن والخوف، نجتمع حول إلهنا وربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح وشفيعة الرعيّة القدّيسة تريزيا لنجدّد سويًّا محبّتنا للربّ، ولنجدّد إيماننا بتجسّده وموته وقيامته وبأنّنا مخلّصون وبأنّ قوّات الشرّ والموت لن تقوى علينا نحن الذين لبسنا الربّ منذ المعمودية ونعيش معه في كلّ يوم”.
وأضاف سيادته أنّه “أمام القلق والخوف والشرّ، نتمسّك بالربّ يسوع وبمحبّته وندعه يقودنا على طريق المحبّة والخلاص”، متابعًا بالقول إنّ “القدّيسة تريزيا عاشت ببساطة علاقة حبّ بيسوع المسيح حتى في أيام الألم، من دون شروط مسبقة ومن دون التشكيك بوجوده وبخلاصه مهما اشتدت الصعوبات. كان هدف حياتها أن تحبّ الربّ والناس على الأرض وحتى في السماء بعد الموت، كما كانت تقول دائمًا”.
وختم صاحب السيادة بالقول: “واليوم، في خضمّ كلّ ما نعيشه من موت ودمار وتهجير وخراب، نصلّي ليزيدنا الربّ إيمانًا، حتى لا نشكّ أبدًا أنّه معنا وأنّه مخلّصنا وأنّه يحبّنا مهما واجهنا من صعوبات ومهما جرى في بلدنا ومن حولنا. ونصلّي أيضًا لنعشق الربّ، على مثال القدّيسة تريزيا، فنعيش معه علاقة الغرام الخالية من الشروط والتوقعات والتي فيها نقبل إرادته في حياتنا، هذه الإرادة التي تحمل لنا دومًا الخلاص والحياة”.
وفي كلمته في ختام القدّاس الذي خدمته جوقة الرعيّة، تمنّى الخوري عصام ابراهيم أن يعمّ السلام في بلدنا، متوجّهًا إلى المطران عبد الساتر بالقول: “خمس سنوات منذ تولّيكم مقاليد الأبرشيّة، خمس سنوات والأزمات في لبنان متتالية ومتسارعة من الانهيار الاقتصادي، إلى انفجار مرفأ بيروت الذي دمّر العاصمة والأبرشيّة، مرورًا بجائحة الكورونا، وصولًا إلى الحرب وما تحمل معها من دمار ونزوح وآلام. نريدك يا صاحب السيادة أن تتأكّد أنّنا نرافقك بصلواتنا حتى تستمرّ كما بدأت: الأب الحنون، والراعي الصالح الذي ينظر ويهتمّ بالفقير والضعيف وهذا ما لمسناه ورأيناه بعيوننا، فالكنيسة اليوم بحاجة إلى رعاة قريبين من شعبهم ويشعرون معه. تأكد سيّدنا أنّنا سنصلّي لك دائمًا، ونشكرك على حلولك بيننا واحتفالك بالقدّاس لتقوّينا وتشجّعنا، ونتمنّى لك العمر الطويل”.
قدّاس عيد القدّيسة تريزيا الطفل يسوع – الفيّاضيّة
