في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة 27 تشرين الأول 2023، التقى قداسة البابا فرنسيس بغبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، وبأصحاب الغبطة البطاركة الشرقيين الكاثوليك: الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، ويوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، وروفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، في مكتب قداسته في حاضرة الفاتيكان.
قدّم أصحاب الغبطة البطاركة الأربعة، باسم بطاركة الشرق الكاثوليك أجمع، ورقة تحتوي على مواضيع تتعلّق بعلاقة الكراسي البطريركية الشرقية الكاثوليكية بالكرسي الروماني، وأكّدوا مشاركتهم الكاملة بالكرسي الروماني الرسولي منذ انتخابهم، واعترافهم ب “الرئاسة في المحبّة” التي تحقّ للبابا في خدمة الكنيسة الجامعة.
كما نوّه أصحاب الغبطة البطاركة أمام قداسة البابا بالتحدّيات التي تجابهها كنائسهم اليوم، لا سيّما الأوضاع المقلقة في الأراضي المقدسة وأرمينيا، وانعكاساتها السلبية على سائر بلاد الشرق الأوسط، مثمّنين مساعي قداسته في الصلاة والدعوة إلى وقف الحروب وإحلال السلام، متوقّفين بإسهاب عند الأوضاع الراهنة في مختلف بلاد المنطقة، من لبنان وسوريا والعراق ومصر والأردن، وأهمّية الحضور المسيحي فيها، وآفاق المستقبل.
وشرح أصحاب الغبطة البطاركة لقداسته الصعوبات التي تواجهها كنائسهم في بلاد الإنتشار، خاصّةً في أوروبا، وحاجتهم إلى متابعة الخدمة الروحية والطقسية والرعوية للآلاف من المؤمنين الذي أُرغِموا على الهجرة من أرض المنشأ في الشرق إلى بلدان الغرب.
وقد تفهّم قداسة البابا المواضيع التي طُرِحت، ووعد أن يتابعها مع المسؤولين المباشرين في الكرسي الرسولي، مشدّداً على الإحترام والتقدير الذي تحظى به الكنائس الشرقية التي تعود جذورها إلى عهد الرسل، وضرورة الحفاظ على هويتها الخاصّة، لأنّها كنز وغنى للكنيسة الجامعة. كما رحّب قداسته باقتراح أصحاب الغبطة البطاركة أن يتمّ عقد اجتماعات سنوية مماثلة.
وفي ختام اللقاء، عبّر قداسته عن فرحه باستقبال أصحاب الغبطة البطاركة الذين شكروا قداسته على هذا اللقاء، متمنّين لقداسته دوام الصحّة والعافية، وسائلين الله أن يبارك خدمته لما فيه خير الكنيسة الجامعة.
وقد شكر غبطةُ أبينا البطريرك قداستَه على محبّته الأبوية ورعايته للكنيسة في كلّ أنحاء العالم، وعلى عنايته الخاصّة بالمؤمنين في الكنائس الشرقية في خضمّ هذه الظروف المصيرية العصيبة التي يقاسونها.