لمناسبة الاحتفال بعيد جميع القديسين أطل البابا فرنسيس ظهر اليوم الأربعاء من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في الساحة الفاتيكانية صلاة التبشير الملائكي وقال إن القداسة هي عطية ومسيرة في الآن معا.
قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء صباح الخير، وعيد سعيد! نحتفل اليوم بعيد جميع القديسين، وفي ضوء هذا العيد دعونا نتوقف قليلا للتفكير بالقداسة، وبالتحديد بميزتين للقداسة الحقيقية: إنها عطية، أي هدية لا يمكن شراؤها، وفي الوقت نفسه مسيرة. عطية ومسيرة. تابع فرنسيس قائلا إن القداسة هي هبة قبل كل شيء، هبة من عند الله نلناها بالمعمودية: وإذا ما تركناها تنمو يمكن أن تبدل حياتنا بشكل كامل. فالقديسون ليسوا أبطالا بعيدي المنال، بل هم أشخاص مثلنا، إنهم أصدقاؤنا، ونقطةُ انطلاقهم كانت الهبة نفسها التي نلناها نحن أيضا في المعمودية. وإذا فكرنا بالأمر مما لا شك فيه أننا قد التقينا بأحد منهم، بقديس، بشخص بار، يعيش الحياة المسيحية جدياً وببساطة، إنهم القديسون الذين يعيشون بجوارنا. القداسة هي هبة مقدَّمة للجميع من أجل عيش حياة سعيدة. وتساءل البابا: عندما ننال هدية ما، ما هي ردة الفعل الأولى؟ نكون سعداء لأن هذا يعني أن هناك من يحبنا. هبة القداسة تسعدنا لأن الله يحبنا.
تابع الحبر الأعظم يقول: إن كل عطية ينبغي أن تُقبل وتكون مرفقة بمسؤولية التجاوب معها والامتنان لها، قائلين شكرا! كيف نقول شكرا؟ من خلال الدعوة إلى الالتزام كي لا تُبدد. إن كل المعمدين نالوا الدعوة نفسها للحفاظ على القداسة التي حصلوا عليها ولإتمامها. ولهذا السبب نقول إن القداسة هي أيضا مسيرة علينا أن نجتازها معاً، مساعدين بعضنا البعض، ومتحدين مع رفاق الدرب الذين هم القديسون. إنهم أخوتنا وأخواتنا الكبار، الذين يمكن أن نعتمد عليهم دوماً. القديسون يعضدوننا، وعندما نضل الطريق، يصححون مسيرتنا بواسطة حضورهم الصامت. إنهم أصدقاء أوفياء يمكن أن نثق بهم، لأنهم يريدون لنا الخير. في حياتهم نجد مثالا، في صلاتهم ننال العون والصداقة ومعهم ندخل في رباط من المحبة الأخوية.
مضى الحبر الأعظم إلى القول إن القداسة هي هبة ومسيرة. ويمكننا أن نتساءل: أأتذكرُ أنني نلتُ هبة الروح القدس، الذي يدعوني إلى القداسة ويساعدني كي أصل إليها؟ أأشكر الروح القدس على هبة القداسة؟ أأشعر بقرب القديسين، وأخاطبهم وأتوجه إليهم؟ أأعرف قصص بعضهم؟ من المفيد أن نتعرف على حياة القديسين ونترك مثالَهم يقودنا. ويفيدنا كثيراً أن نتوجه إليهم بواسطة الصلاة. ختاما سأل البابا فرنسيس العذراء مريم، ملكة جميع القديسين، أن تُشعرنا بفرح العطية التي نلناها وأن تنمّي فينا الرغبة في بلوغ هدفنا الأبدي.