أطل البابا فرنسيس كعادته ظهر كل أحد من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة “افرحي يا ملكة السماء”، وتوقف الحبر الأعظم في كلمته عند إنجيل اليوم الذي يخبرنا عن تلميذي عماوس، وتحدث عن أهمية أن نتشارك مع الآخرين خبرة لقائنا بالرب يسوع.
قال البابا: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير. أحدا سعيداً. يعيدنا الإنجيل اليوم إلى مساء الفصح. كان الرسل مجتمعين في العلية عندما عاد التلميذان من عماوس ورويا لقاءهما مع يسوع. وبينما كانا يعبران عن فرح خبرتهما، يظهر القائم من بين الأموات للجماعة بأسرها. يصل يسوع فيما كانا يشاركان قصة لقائهما معه. كم هو جميل ومهم أن نتقاسم الإيمان … الإيمان بيسوع القائم من الموت.
مضى البابا إلى القول: في كل يوم نتلقف ألف رسالة. كثير منها سطحي وغير مجدي، والبعض الآخر يكشف عن فضول طائش، أو حتى يمكن أن تنشأ من النميمة والخبث. هذه أخبار لا تخدم أي غرض، بل على العكس إنها مؤلمة. ولكن هناك أيضا أخبار جميلة، أخبار إيجابية وبناءة، ونعلم جميعا كم هو جيد أن نسمع أشياءً جيدة، ومدى شعورنا بالتحسن عندما يحدث ذلك. ومن الجميل أيضا أن نشارك الحقائق التي لمست حياتنا، في الأفراح والأتراح، من أجل مساعدة الآخرين.
مع ذلك، تابع البابا فرنسيس يقول، هناك شيء واحد غالبا ما نجد صعوبة في الحديث عنه. ما هو؟ إنه أجمل شيء يمكن أن نتحدث عنه، لقاؤنا مع يسوع. كل واحد منا التقى بالرب، ونجد صعوبة في الحديث عن هذا الأمر. يمكن لكل واحد منا أن يقول الكثير بهذا الشأن: أن نرى كيف لمس الرب حياتنا، ونتقاسم هذا الأمر ليس من خلال كوننا معلمين للآخرين، بل من خلال مشاركة اللحظات الفريدة التي استشعرنا فيها بالرب حياً وقريباً، والذي يشعل الفرح في القلب أو يجفف الدموع، والذي ينقل الثقة والعزاء، القوة والحماسة، أو المغفرة والحنان.
من الأهمية بمكان أن يتم تقاسم لحظات اللقاء مع يسوع، ومن المهم أن نفعل ذلك في العائلة والجماعات ومع الأصدقاء. كما أنه من الجيد أن نتحدث عن الإلهامات الجيدة التي وجّهتنا في الحياة، وعن الأفكار والمشاعر الجيدة التي تساعدنا على السير قدما، وأيضا عن الجهود التي نبذلها لفهم طريق الإيمان والتقدم فيه، وربما للتوبة وللعودة عن خطواتنا. إذا فعلنا ذلك، فإن يسوع، تماما كما حدث لتلميذي عماوس في مساء عيد الفصح، سيفاجئنا ويجعل لقاءاتنا وبيئاتنا أكثر جمالا.
بعدها قال البابا: لنحاول إذا أن نتذكر الآن لحظة قوية في حياتنا: اللقاء المقرِّر مع يسوع. كل واحد منا كان له لقاء مع الرب. دعونا نتوقف لحظة صمت ونفكّر: متى وجدتُ الرب، متى أصبح الرب قريباً مني! لنفكر بصمت! هل سبق لي أن تقاسمتُ مع الآخرين هذا اللقاء مع الرب، لأعطي المجد له؟ هل أصغي إلى الآخرين عندما يتحدثون عن لقائهم مع يسوع؟ لتساعدنا السيدة العذراء على تقاسم الإيمان كي نجعل جماعاتنا – أكثر فأكثر – أماكن لقاء مع الرب.