سويف في “لقاء المحبة” في طرابلس: نسعى للتخفيف من وطأة الأزمة المعيشية عن كاهل أبناء رعيتنا

دعا رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف إلى “لقاء المحبّة”، للعام الثاني على التوالي، تحت شعار “أنا منكم ولكم وخادمكم” وبروحيّة إنجيل “ما جئت لأُخدَم بل لأخدُم”، بحضور النائب العام لابرشية طرابلس المارونية المونسنيور انطوان مخائيل، الخورأسقف نبيه معوض، خادم كاتدرائية مار مخائيل في الزاهرية-طرابلس الاب جوزاف غبش وقيم رعية الميناء الاب مارون مطر وحشد من أبناء رعيته في كلّ من مناطق الزاهرية والقبّة والثقافة والميناء في طرابلس، وذلك في قلاية الصليب في دار المطرانية في طرابلس.
وألقى سويف كلمة خلال اللقاء، قال فيها: “ان هذه المناسبة هي للإصغاء الى الصعوبات والتحدّيات التي تواجه عائلاتنا، ونحن ندرك مدى تفاقم الازمات التي تواجهنا جميعا”.
أضاف: “نحن نسعى من خلال مؤسساتنا الاجتماعية والصحية، للتخفيف من وطأة الأزمة المعيشية عن كاهل أبناء رعيتنا، قدر الامكان، لاننا مؤمنون ان العائلات التي تواجه ضيقاً وتشعر بالقهر في هذه الأيّام، تحتاج ليس فقط الى مساعدات مادّيّة ولكن الى حضور وتضامن ومبادرات محبّة وإصغاء وزيارات، يشعر فيها الإنسان أنّه محبوب ومُحتَرَم في كرامته الإنسانيّة. مبادرات تظهّر محبّة الله عبر أناس طيّبين محبّين يعيشون بالقرب منا. هذه العائلات العزيزة لا تحتاج فقط الى توزيع المساعدات عليها، بل ايضا الى ايدينا كي تتمكن من النهوض والى قلوبنا الناصعة لتشعر بالدفء والمودة ولاهتمامنا كي تتغلب على الوحدة والشعور بالاحباط”.
وتابع: “وجودنا اليوم مع بعضنا يعبّر عن محبتنا ووحدتنا، ويدل على اننا عائلة واحدة، خصوصاً أنّنا نحتقل هذا الأسبوع بالصلاة من أجل وحدة المسيحيّين. فهمّنا نحن ككنيسة هو الانسان وكرامته، كائنا من كان، لاسيما ان ابناءنا الطيبين لا يستحقون الا الخير وكلنا مدعوون لأن نكون واحدا بكل اطيافنا وانتماءاتنا، أمام الكائن البشري المخلوق على صورة الله. رسالة كنيستنا قائمة على المحبة والتعاون والتضامن وهي الامّ الحاضنة لاولادها والتي تعلمهم قيم المغفرة واحترام الآخر والمحبة”.
وأردف: “القليل من اهتماماتنا جميعا تجاه بعضنا البعض واخوتنا الذين يمرون بظروف استثنائية يعيد الرجاء لهم، ولقاؤنا اليوم ما هو إلّا ترجمة لايماننا وقناعتنا بأنّنا نسير معاً ونسلك درب السيد المسيح الذي قال:” من اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما، ومن اراد ان يكون الاول بينكم فليكن عبدا للجميع، لان ابن الانسان ايضا لم يات ليُخدم بل ليَخدُم ويَبذل نفسه فداء عن كثيرين”.
وقال: “أسأل الرب ان يرعانا ويرعى اهل طرابلس واطفالها وابنائها، واشكر رعية الزاهرية والقبة والميناء والثقافة، كما اشكر الاباء، لان وجودي كمطران لا معنى له من دونكم، فانتم تحملون هذه المدينة والمطرانية، لذلك هذا اللقاء اعتبره بداية لنا وللآباء لنلتقي ونصلي ونتقاسم الطعام ونعيش كعائلة واحدة”.
وختم: “أسال الرب ان يكون هذا العام مليئا علينا وعليكم ببركة الرب، واتمنى عليكم ان نتشارك معا صعوباتكم ومشاكلكم وان نتواصل لحلها”.
ثم أقام سويف مأدبة غذاء على شرف ضيوفه وتقاسموا “خبز المحبّة”.