أحتفل المطران يوسف سويف رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية بالقداس الالهي لمناسبة عيد أنتقال أمنا مريم العذراء بالنفس والجسد الى السماء، ليلة العيد 14 أب 2024 في كنيسة سيدةالغسالة ، القبيات عاونه المونسينيور الياس جريس النائب الاسقفي الخاص على منطقة عكار، الاب ريمون عبدو رئيس دير مار ضومط للاباء الكرمليين، القبيات، الاب ميشال عبود رئيس رابطة كاريتاس لبنان، الاب مارون موسى المشير في جمعية الاباء المرسلين اللبنانيين الموارنة والخوري نبيل الزريبي مدبر الرعية. كما حضر الاحتفال النائب جيمي جبور وعقيلته السيدة دانييلا زيتوني جبور، والرئيسة الاقليمية لراهبات المحبة الاخت لوريس عبيد مع وفد من الراهبات، السيد ريمون خوري رئيس رابطة الاخويات في لبنان، رئيس مؤسسة “انسان” ميشال عبدو، رئيسة المركز التربوي للبحوث والانماء هيام اسحق وفاعليات وجمع غفير من أبناء رعايا القبيات وكل عكار وخاصة الكثير الذين أتَوا من بلدان الانتشار خصيصاً للمشاركة بإحتفالات كنيسة سيدة الغسّالة.
بعد الانجيل المقدس بدأ المطران سويف عظته بالترحيب بالحاضرين وبشكر الرب على الاحتفال بعيد انتقال أمنا العذراء الذي يسمى في التراث الشرقي بفصح الصيف. محيّياً الأب ميشال عبود رئيس رابطة كاريتاس لبنان، والخوري مارون موسى مشير جمعيه الاباء المرسلين اللبنانيين الموارنة . شاكرا كل من مدبرَي كنيسة سيدة الغسالة على جهودهم، الخوري نبيل الزريبي والاب ريمون عبده الكرملي بالخدمة والصلاة والروحانية.
أضاف، أننا في هذه الليلة موجودون أمام الرب وأمام أمه العذراء مريم التي حملت بأحشائها يسوع المسيح وأصغت لصوت الرب وإلهامات الروح القدس. فالكلمة صار جسدا من خلال جسم مريم، صار إنسانا ليخلصنا. لذلك هذا العيد هو الفصح الصيفي الذي يذكرنا بإنتصار يسوع على الموت، على الصليب وقيامته المجيدة، فقد كنا في الموت ومع المسيح أصبحنا في الحياة.
أننا نرتل للعذراء يا أم الله أم الحياة، فهي أعطتنا المسيح وهو الطريق والحق والحياة مؤكدا أن الكاهن في المعمودية يقول:”يعمد هذا الإنسان حملا في رعية المسيح باسم الآب والإبن والروح القدس للحياة الأبدية، فنحن نتعمّد لنكون شهود للحياة الأبدية، وانتقال العذراء بالنفس والجسد إنما هو إشارة تأكيد على هذه الحياة الأبدية. ونحن نشهد ليسوع المسيح ونبشر بإسمه في كل زمان ومكان ونكون شهود لمحبة الرب.
واكمل سيادته مؤكدا أنه من خلال هذا العيد نجدد إيماننا بقيامة المسيح والتزامنا بمشروعه أن نكون تلاميذه نحمل ونشهد لصليبه في بيوتنا. مشددا على أهمية ان يتحلا القيّمين والمسؤولين بالأخلاق العالية لمصلحة وخير الإنسان. متسائلا كيف يمكننا أن نعيش الحياة الأبدية اذا كنا لا مبالين بحياتنا الإيمانية والروحية. فهذا العيد هو شكر للرب على العذراء مريم التي هي القدوة والتي دائما ما تدلنا على المسيح، فمن خلالها نتعرف على المسيح ونجدد علاقتنا بالمسيح ونجدد عهد الحب بيننا وبين المسيح.
وتوقف عند مقطع من تأملات الطوباوي الجديد البطريرك إسطفان الدويهي عن العذراء مريم: “طوباك يا مريم، طوباك يا ست النساء، طوباك يا سلوى المغبونين، يا معونة الملهوفين، يا ملجأ الخطأة، يا مستنقذة الضالين، يا نجدة الهالكين، يا ميناء الخلاص، أيتها المتواسطة بين الله وجنس البشر. طوبى لروحك المقدسة، طوبى لجسدك الطاهر، طوبى لأحشائك الذين أوَوا ربّ القدرة. طوبى ليديّك الذين لفّوا رب العزة، طوبى لحضنك الذي احتضن النار الإلهية، طوبى لركبتيك اللتين حملوا حامل السماء والأرض، طوبى لثدييك الذين رضعوه كل شيء. طوبى لفمك الذي قبّل ابن الله، طوبى لسمعك الذي سمع أقواله، طوبى لمناخيرك التي شمت الرائحة الإلهية، طوبى لعينيك اللذين نظرا في الذي الكاروبيم يغطّوا وجوههم من بصره. طوباك طوباك طوباك. لكن تطويبك أفضل من كل الطوبى، تطويبك أكرم من كل تطويب.”
وداعى الحاضرين للتأمل بهذه الكلمات، مضيفا أننا نشكر الرب على العذراء مريم من خلال تطويبها ومعتبرا أننا بكل بساطة في أوقات الشدة والتجربة نستغيث قائلين: “يا عذراء”. وفي كل مرة نمر بها بصعوبات نفسية، عائلية، وطنية، شخصية ورعوية، نلجأ أمام الأزمات للعذراء مريم، ولا خوف أمام الصعوبات والتجارب فنحن لنا يسوع القائم وأمه العذراء مريم والقديسين داعيا للجميع لأن يكون لديهم همّ السعي للقداسة، والجرأة لتشحيل اليابس في عقولنا، لنتنقى ونتطهر من خلال حضور الرب وقدرة الرب التي تغير كل شيء نحو الحب، نحو المغفرة، نحو الخير، نحو بناء الكنيسة والوحدة. وهذا يتم بحضور العذراء كما في عرس قانا فيتحول الماء إلى خمر الفرح والعيد.
وختم عظته متمنيا أن يحمل هذا العيد التجدد في الإيمان أكثر وأكثر على الرعية وعلى المنطقة.
وكل عيد أنتقال وأنتم بألف خير
سويف ترأس قداس عيد السيدة في القبيات
