رعية غوايا – القبيات احتفلت بعيد القديس جرجس شفيعها

احتفلت رعية غوايا في القبيات بعيد القديس جرجس شفيع البلدة، وللمناسبة ترأس رئيس أساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف قداسا في كنيسة القديس جرجس، عاونه النائب الأسقفي الخاص الخور أسقف إلياس جرجس، خادم الرعية الخوري لويس سعد وعدد من كهنة الابرشية، بمشاركة حشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس القى المطران سويف عظة وقال:”مار جرجس هو شهيد، هو جندي أيضا، أي الإنسان الذي يلتزم المؤسسة التي تدافع عن الوطن، عن الإنسان، عن كرامة الإنسان. الجندي بمفهومنا الروحي والمسيحي هو الشخص الذي أراد أن يمشي بالمعركة لأنه حقيقةـ إذا أردنا أن نعيش مسيحيتنا بعمق فنحن في معركة، معركة دائمة، معركة مع من؟ معركة مع الشيطان، معركة مع الشر، الجندي هو الشخص الذي يجب أن يكون جاهزا للمعركة، هو الشخص الذي يجب أن يسهر دائما، الجندي هو الشخص الذي يجب أن يكون حاضرا وسلاحه جاهزا، أي سلاح؟ سلاح الحب، سلاح الإماتة، سلاح الصلاة، سلاح السهر، هذا السلاح الذي يجعله حقيقة يحقق مشروع المعلم، الجندي لا يحقق مشروعه الخاص، الجندي يحقق مشروع المسؤول عنه، معلمه، كم بالأحرى معلمنا يسوع المسيح، هو رئيس أحبار إعترافنا، هو الرب الإله الحي الذي انتصر على الموت، الذي أعطانا الحياة بقيامته من بين الأموات”.
تابع:”لذلك يا أحبائي، نحن نعيش الجندية الروحية، الحالة الروحية من الجهاد الدائم بقدر ما نكون متحدين وثابتين بالرب يسوع. فالثبات بالرب يسوع، هو حالة نحن دخلنا فيها بالمعمودية، نحن تعمدنا بالمسيح يعني إشتركنا بموت المسيح وإشتركنا بالقيامة ودخلنا الحياة الجديدة منذ اللحظة الأولى لمعموديتنا، لذلك نحن ثبتنا في المسيح، وهذا الثبات والإتحاد بالمسيح نجدده في كل إفخارستيا. لماذا نحن نقدس كل أحد؟ كان يكفي أن نقدس مرة واحدة في حياتنا وإنتهى الموضوع، نحن نقدس كل أحد حتى نجدد ثباتنا بيسوع المسيح، حتى نجدد عهد الحب مع الرب يسوع الذي يعطينا نفسه: خذوا كلوا هذا هو جسدي، خذوا إشربوا هذا هو دمي، لذلك الثبات في المسيح هو نعمة كبيرة جدا، الرب أعطانا هذه النعمة حتى نكون معه، حتى نعيش فيه، حتى حياتنا تكون هي المسيح كما يقول مار بولس، ولكن هذا لا يتم بشكل سطحي، لا يتم باللآمبالاة، لا يكون ثابتا بحياة مسطحة، أو بحياة فيها إستلشاق. الثبات في المسيح يتطلب جدية، لذلك يا أحبائي نحن مشروعنا المسيحي، نحن عندنا مشروع، نحن عندنا قضية وقضيتنا هي أن نثبت في الرب وهذا الثبات يعطي ثمارا. هذه الثمار أولا تكون بحياتنا على المستوى الشخصي، الثمار تكون بقلب رعيتنا، بقلب المجتمع الإنساني، بقدر ما يكون هناك أشخاصا ثابتين في المسيح بقدر ما المجتمع الإنساني يصبح له معنى فيتبدل ويتغير”.
اضاف:”أنتم تعرفون تماما يا أحبائي أن مجتمعنا الإنساني لبنانيا وعالميا يدخل عليه أفكار، تيارات، مسائل عجيبة غريبة تغير وجهة نظره، تغير أحيانا مسلكيته، هذا يقتضي بالمقابل أن يكون بقلب هذا المجتمع الإنساني أشخاص ثابتون في المسيح، والذين يقول الرب عنهم، يقول عنا، يدعونا كلنا حتى نكون ملح الأرض ونور العالم، حتى نكون الخمير، حتى نكون حقيقة الشهداء والشهود الحقيقيين لقيامة الرب من بين الأموات”.
وختم:”نطلب هذه النعمة يا أحبائي حتى نكون ثابتين بالرب يسوع، متحدين بالرب يسوع نجعل نحن كمسيحيين بكل حالاتنا إذا كنا ناس مكرسين، إذا كنا علمانيين وعلمانيات نجعل نحن بشكل واعي جدا وعميق قضية أساسية جدا بحياتنا وهي يسوع المسيح: حياتي هي المسيح والموت ربح لي، لذلك هناك شهداء، والشهداء ليسوا فقط في الماضي، شهداء اليوم وهذا موضوع مهم جدا حتى على المستوى الإحصائي، شهداء اليوم أكثر بكثير من الشهداء الذين مروا بكل تاريخ الكنيسة، وهذا يجعلنا حقيقة نشكر الرب على نعمة الشهداء، أنا أقرأ بالسرياني، ويعني: درب الشهداء هو درب الصليب وهذه دعوة لكل إنسان منا حتى حقيقة نسلك درب الشهداء ونكون شهودا لصليب يسوع المسيح، وهذا نعيشه يا أحبائي في بيوتنا ومجتمعنا ورعايانا، نطلب من الرب هذه النعمة حتى نكون أمناء”.