رزق ترأس قداس عيد ميلاد العذراء في دير سيدة النجاة – زوق مكايل: هي حواء الجديدة التي لا تتردد أمام مشيئة الله وتصغي إليه لتحمله إلى العالم

ترأس قدس الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الأباتي إدمون رزق قداسا احتفاليا لمناسبة عيد ميلاد السيدة العذراء في دير سيدة النجاة في زوق مكايل، عاونه رئيس الدير الأب يوسف بطرس ورئيس دير مار أنطونيوس الكبير في روما والوكيل لدى الكرسي الرسولي الاب جوزيف زغيب والشماس روي مسلم، بمشاركة النائب العام الأباتي بيار نجم والوكيل العام الأب ناجي خليل، ولفيف من آباء الرهبانية والإخوة الدارسين، في حضور رئيس بلدية زوق مكايل الياس بعينو وجمهور من المؤمنين، وخدمت القداس جوقة كنيسة دير سيدة النجاة – زوق مكايل.
وألقى الاباتي رزق عظة بعنوان “أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها” (لو8: 21)”، قال فيها: “من منا، في ذكرى ميلاده، لا يفرح بالأحبة المجتمعين ليحتفلوا معه؟ من منا لا يتلقى المعايدات من هنا وهناك، ويفتخر بأن صديقه هذا تذكره وبأن أخته قطعت المسافات لتأتي تزوره وبأن أهله حضروا لقمة للاحتفال بعيده لأنها ذكرى سعيدة وتاريخ مميز يوم مجيئه إلى هذه الدنيا؟ هكذا مريم تفرح اليوم بلقائنا في بيتها هذا، بيت سيدة النجاة العريق، بيت الأم، لنحتفل بها ومعها ونهنئ بعضنا بهذه الأم المتفانية، المتواضعة التي وجدت البيعة فيها مثال الأمومة كما مثال الثقة بالله والقبول بمشيئته دون شروط؟”
اضاف: “عيد مريم، عيد أساسي في أعيادنا، وهو أول عيد خاص بها عرفته الكنيسة منذ نشأتها. وهذا دليل على قيمة مريم وحبها عند المؤمنين، وقد تغنوا بها مدى الأجيال كما تنبأت في زيارتها لإليصابات. ونحن تربينا على حبها منذ نشأتنا ورتلنا لها ما علمنا الأجداد وابتكرنا لها ترانيما جديدة. “أم الله، كنز البركات، عنها الأنبياء أخبروا في البرايا، برموز وآيات…”. إذا تأملنا بكل كلمات كتبت عن مريم، ندرك أن في ولادتها سر عظيم أدركته البشرية التي عرفت فيها فجر الخلاص. هي حواء الجديدة التي لا تتردد أمام مشيئة الله، والتي تصغي إليه في قلبها لتحمله إلى العالم. هي القريبة من الله والقريبة من أبناءه، والتي لا تتهاون بالسهر على من ائتمنها إبنها أن تكون أمهم”.
وتابع: “في إنجيل اليوم، توقفت عند ما ذكرته عنوانا “إنما” أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها” وكلمات يسوع هذه، تأخذنا كل مرة نتأمل بها إلى جوار مريم من جديد، إلى كنفها وظل حمايتها لنتعلم منها كيف نتواضع وإن عرفنا الكثير، كيف نتتلمذ وإن كنا معلمين، كيف نرافق وإن كنا تعبين، كيف نكون صورة لله وعلى مثاله. هي أجمل صورة ومثال لعلاقتنا مع يسوع: مصلية، خادمة، متكلة على الله، واثقة بعنايته، باحثة عنه، مؤمنة بقدرته، معترفة بعظمته، متتلمذة لكلمته، ممتنة لعمله بحياتها. طفلة مولودة لتصبح أم لله، تلميذة صغيرة ستصبح معلمة كبيرة. ويقول يسوع أننا دعينا في ولادتنا كي نكون مثلها: “نسمع كلمته ونعمل بها”، اليوم في عيدها، نطلب منها أن ترافقنا كما رافقت إخوة يسوع وأن تساعدنا في البحث عنه وملاقاته كما ساعدتهم، وأن تحنن قلبه علينا عندما نغرق في البعد عنه”.
واردف: “​يا أمنا مريم، في عيدك، أردنا أن نقدم لك أغلى الهدايا، وأن نقيم أجمل الحفلات، ولكن ليس بيدنا أجمل من مسبحتك وعلى مائدة لقائنا أغلى من جسد ابنك. لهذا، فإننا معك اليوم، نقول لله الآب ” نحن أولاد مريم ومعها سنمجدك الآن وكل آن وإلى الأبد. لك شكرنا ولك حبنا كما لك فكرنا مثل أمنا. باركنا وبارك عيالنا واعطنا أن نكون شركاء في مشروعك الخلاصي، آمين. أخواتي وإخوتي، أحباء هذا الدير المبارك، وأصدقاءه، أعيدكم في عيد مريم وأطلب شفاعتها لكم ولعيالكم ولكل محبيكم. آمين”.