حراسة الأراضي المقدسة :
في 14 شباط، احتفلت حراسة الأرض المقدسة رسميًا ببداية زمن الصوم الأربعيني الكبير، زمن النعمة الذي يسبق عيد الفصح، وهي فترة مخصصة للصوم والتوبة والصلاة التي تبدأ، كما هو الحال في الكنيسة الجامعة، في يوم أربعاء الرماد.
منذ ساعات الصباح الباكر، وبينما احتفل حارس دير القيامة، الأب استيفان ميلوفيتش، بالقداس الإلهي أمام قبر المسيح، احتفل حارس الأرض المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون، أيضًا بالقداس الإلهي مع سائر الجماعة الفرنسيسكانية المقيمة في دير المخلص، وتضمن القداس رتبة ذرّ “الرماد” التقليدية.
إن هذا الرماد المبارك، والذي يتم الحصول عليه من حرق أغصان الزيتون المتبقية من احتفال أحد الشعانين في العام الماضي، إنما يذكّرنا بزوال الحياة الأرضية، ويحث المؤمنين على بذل جهد التوبة خلال زمن الصوم الأربعيني.
حان بعد ذلك موعد قداس مدرسة ترسنطا الذي ترأسه كاهن الرعية الأب أمجد صبارة. وبهذه المناسبة توافد إلى كنيسة دير المخلص العديد من الطلاب والمعلمين والعاملين في المدرسة، لذرّ الرماد على رؤوسهم. شارك في الاحتفال أيضاً كل من الأبوين الفرنسيسكانيين ابراهيم فلتس وطوني شكري.
ابذلوا الجهدَ لتكونوا أشخاصًا حقيقيين
وفي عظته التي تناولت الإنجيل المقدس، علق حارس الأرض المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون، قائلاً: “في الإنجيل الذي سمعناه للتو ثلاث كلمات تحملنا على التفكير والتأمل، وهي: “المنافقون”، و”في الخفاء”، و”الآب”. علينا أن نتجنب التصرف كمنافقين ونتظاهر بأننا تلاميذ ليسوع، كما وألا نود الظهور في مظهر من يحب أو من يصلي أو من يصوم. إن التصرف شيء وأن نكون أشخاصًا حقيقيين شيء آخر”.
“ما هو إذا الموقف الصحيح الذي علينا أن نُنميه؟”. مجيباً على هذا التساؤل، تابع حارس الأرض المقدسة عظته، قائلاً: “إنه القيام بكل شيء “في الخفاء”، لأن الآب يستطيع رؤية ما في الخفاء. نحن مدعوون للصوم والصلاة والمشاركة وفعل أي خير لمجرد كونها أموراً تحمل قيمتها في ذاتها، ونحن نفعلها من أجل الله، لا لكي يلاحظها الناس. في هذه الحالة فقط سيكافئنا الآب، وهو يفعل ذلك من خلال منحنا ذلك السلام الداخلي الناتج عن ضمير يعرف أننا قد تصرفنا بأمانة واستقامة”.
تأملات من الأرض المقدسة
كما وافتتح حارس الأرض المقدسة في هذا اليوم برنامج: “PodLectio: Meditazioni dalla Terra Santa”، سلسلة التأملات والتعليقات التي تتناول الإنجيل اليومي، بمبادرة من بعض الرهبان التابعين لحراسة الأرض المقدسة طوال فترة الصوم الكبير، عبر الموقع الإلكتروني للحراسة ومنصة اليوتيوب. إن PodLectio هو وسيلة تهدف إلى تقديم الدعم الروحي لمن يرغب بالانطلاق في مسيرة نحو الفصح، من خلال التأمل في كلمة الله كل يوم، وعلى مدى أيام الزمن الأربعيني.
ستتخلل زمن الصوم الأربعيني في الأرض المقدسة، رحلات حج أسبوعية يقوم بها الرهبان الفرنسيسكان (ستقام الرحلة الأولى هذا العام يوم الأربعاء 28 شباط، إلى مزار بكاء الرب)، ويحتفلون خلالها بالقداس الإلهي في بعض الأماكن المرتبطة بأحداث آلام المسيح. يعود هذا التقليد، إلى القرون الأولى من العصر المسيحي، وهو يُضاف خلال زمن الصوم إلى رتبة درب الصليب التي تقام على مدار العام، يوم الجمعة، في درب الآلام من بلدة القدس القديمة، عند الساعة الرابعة مساءً.