في وقت تستعد فيه بابوا غينيا الجديدة لاستقبال البابا فرنسيس الذي سيزور البلاد من السادس وحتى التاسع من الجاري أجرى موقعنا الإلكتروني مقابلة مع المرسل من معهد الكلمة المتجسد، الراهب الأرجنتيني أليخاندرو دياز الذي يشرف على الاستعدادات الجارية في بارو وفانيمو. وروى أنه يتذكر اللقاءات التي جمعته مع البابا برغوليو عندما كان رئيس أساقفة بوينوس أيريس لافتا إلى أنه ساعد الجمعية الرهبانية على التواجد في بابوا غينيا الجديدة.
البلد الآسيوي يشكل المحط الثاني من الزيارة الرسولية التي سيقوم بها البابا فرنسيس إلى آسيا وأوقيانيا، ومن المرتقب أن يجد هناك كنيسة ما تزال فتية، لكنها حية وناشطة على الرغم من الموارد القليلة المتاحة لديها. هذا ما قاله لنا الراهب دياز الذي يعمل مرسلا في قرية وتونغ منذ قرابة السنة. ويضيف أنه يعمل حالياً مع راهب آخر على وضع أسس بناء جديد سيكون أول دير للرهبان في البلاد كلها. وتوقع أن يتم الانتهاء من الإجراءات البيروقراطية قبل نهاية هذا العام، ثم المباشرة في أعمال البناء، في منطقة تبعد أربعين كيلومتراً عن مدينة فانيمو الذي تعد مائة وخمسين ألف نسمة، خمسة وأربعون ألف منهم كاثوليك.
تابع دياز يقول إن البابا فرنسيس سيزور فانيمو يوم الأحد الموافق الثامن من أيلول سبتمبر الجاري، في زيارة تستغرق ساعات قليلة، لافتا إلى أن الحبر الأعظم نفسه شاء هذه المحطة وذلك بسبب اهتمامه الكبير بالضواحي. وأكد المرسل الأرجنتيني أن الناس ينتظرون قدوم البابا بفرح كبير وهم يقومون بكل التحضيرات اللازمة. وكثيرون من المؤمنين يرفعون الصلوات على نية الزيارة وقد تقدم العديد منهم لسر الاعتراف.
بعدها عاد الراهب دياز بالذاكرة عندما كان خادما لإحدى رعايا بوينوس أيريس، مشيرا إلى أن الكاردينال بيرغوليو كان يزور آنذاك ذلك الحي مستقلاً وسائل النقل العام. وكان منذ ذلك الحين قريباً جداً من الناس، وكان يمضي ساعات طويلة يتحدث إلى المؤمنين بعد نهاية الاحتفال بالقداس، وكان يصغي إلى مشاكلهم باهتمام كبير. واعتبر دياز أن هذه العلاقة بين برغوليو والناس لم تنقطع قط، بل استمرت وها هو يجتاز اليوم القارات والمحيطات ليلتقي بالناس. وذكّر بأن زيارة البابا إلى بابوا غينيا الجديدة تتزامن مع الذكرى السنوية العشرين لوصول تمثال العذراء سيدة لوخان، شفيعة الأرجنتين. وعبر عن سروره الكبير للفرصة التي أُتيحت له، فرصة الالتقاء بالبابا فرنسيس، مشيرا إلى أن الحبر الأعظم يود التعرف على المنطقة وعلى المدرسة التي بُنيت في بونو بفضل إسهام المرسلين وإسهام البابا أيضا.
في معرض حديثه عن فانيمو، قال دياز إنها مدينة فقيرة جداً، ولكن بفضل عون الله ومساعدة الكثير من الأشخاص تم التحضير لهذه الزيارة، على الرغم من النقص في الأموال المطلوبة لتوفير الشاشات العملاقة، والتجهيزات الفنية الأخرى. ولكن تحقق هذا الأمر بفضل مساعدة الحكومة والكنيسة. ولفت إلى العمل أيضا على توفير المياه والطعام للمتطوعين الذين يعملون بفرح كبير ويقدمون تضحيات هائلة. وأوضح على سبيل المثال أنه يوجد في المدينة فندقان، وهما عاجزان عن استقبال الأعداد الكبيرة من المؤمنين، الذين سيبيتون في مخيمات أنشأت خصيصا لهذه الغاية. ولفت إلى مشاكل لوجستية أخرى من بينها عدم توفر وسائل النقل وأوضاع الطرقات السيئة. ومع ذلك يرغب الكثير من المواطنين في رؤية البابا والاستماع إليه ونيل بركاته.
تابع المرسل الأرجنتيني معرباً عن أمله بأن تشجع زيارة البابا جميع المرسلين، الذين يواجهون صعوبات جمة. وقال إن حضوره هو بمثابة لمسة للنفوس، كما أنه سيُسر كثيراً عندما سيرى الإنجازات التي قام بها المرسلون. هذا ثم لفت إلى أن الحبر الأعظم سيستمع إلى شهادات بعض الأشخاص، من بينهم معلم دين، مشيرا إلى أن معلمي الدين يلعبون دوراً أساسياً في نشر كلمة الإنجيل، وهم الأشخاص الذين يرسخون الإيمان في القرى. وختم يقول إن الكنيسة المحلية فتية وعلى الرغم من ذلك بات من الممكن أن نرى ثمار البذور التي زُرعت خلال العقود الماضية.