تعاليم الكنيسة هي تعاليم المسيح والإنجيل، وتتمثل في أن نكون مع الجميع، قريبين من الجميع بأفعال الخير للوطن، كل الوطن، دون تمييز. وهذا هو دور الكنيسة المارونية منذ وجودها في لبنان قبل 1600 سنة، في الحفاظ على لبنان، كل لبنان، بتنوعه الغني الذي جاء ذكره في الكتب المقدسة. وحتماً، الله منح هذا الشعب اللبناني محبةً تميزه عن الآخرين، وهذه المحبة هي التي تحمي لبنان وشعبه.
الكنيسة تدعو إلى السلام، ونبذ الحرب، والحقد، والكراهية. لكن بما أن الحرب قد وقعت، وحدث ما كانت الكنيسة تحذر منه دائمًا، لم يعد أمامنا الآن إلا الوقوف بجانب أهلنا وناسنا، وأن نقدم كل ما نستطيع من دعم وعطاء. مؤسسة كاريتاس لبنان كانت ولا تزال سباقة في تقديم العطاء من يد القادرين إلى باب السماء، من خلال تقديم الدعم الكامل. كما يقوم مباركون كثيرون بنشاطات خيّرة، ونحثّ من يستطيع العطاء أن يُقدِم، فالخير يتسع للجميع.
نحن اليوم أمام امتحان وفرصة لتأكيد ما قاله غبطة أبينا البطريرك الراعي: “وهكذا ترك لنا يسوع نهجًا في مقاربتنا لكلّ إنسان، وبخاصّة لكلّ من كان في حاجة جسديّة أو ماديّة أو روحيّة أو معنويّة. بهذه المقاربة نبني الأخوّة الإنسانيّة والسلام والوحدة بين الناس. وما أحوج العالم ومجتمعنا اللبنانيّ إلى هذه القيم الأساسيّة لشدّ أواصر العائلة الوطنيّة.”
المونسنيور عبدو أبو كسم
مدير المركز الكاثوليكي للإعلام