لمناسبة عيد الحُبل بها بلا دنس، احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الإلهي في كنيسة مدرسة الحبل بها بلا دنس – الرميل، التي تحتفل بمرور ١٣٠ سنة على تأسيسها، عاونه فيه مرشد المدرسة الخوري جيلبير اسطفان والخوري مروان نخول، بحضور الزائرة الاقليميّة لراهبات المحبّة في لبنان والشرق الأوسط الأخت لوريس عبيد، ورئيسة المدرسة الأخت أنيتا شينو، وعدد من الراهبات، وأعضاء الهيئتين الإداريّة والتعليميّة، والموظفين، وعدد من التلامذة والأهلين والقدامى وأصدقاء المدرسة.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:
-الشكر للأخت أنيتا على دعوتها لي لمشاركتكم جميعًا الاحتفال بعيد امّنا مريم العذراء، الحبل بها بلا دنس، شفيعة هذه المدرسة المباركة بحضوركم جميعًا: راهبات وأعضاء الهيئتين التعليمية وإلإدارية وطلابًا وذويهم وقدامى وأصدقاء، أعاده الربّ عليكم بالسلام والفرح.
-عيد الحبل بها بلا دنس هو عيد أمّنا جميعًا التي منذ ولادتها عاشت مع الله الآب علاقة حميمة ملؤها الرجاء والإيمان والمحبّة. إنه عيد تلك الصبيّة التي جاءها الملاك مبشّرًا فصدّقت وأطاعت لأنَّ ما قيل لها هو من عند الله الصادق والأمين لوعوده حتى ولو كان كلامه صعب التصديق ووعده مخالفًا للمنطق ولأنظمة الطبيعة.
-عيد الحبل بها بلا دنس هو عيد المرأة التي آمنت بأنّ المولود منها هو ابن العلي والمسيح المخلّص المنتظر. فأحبّته وخدمته واعتنت به وعظّمت الله الآب من أجله وشهدت لقيامته وبشّرت بها فكانت المثال لنا في إيمانها ورجائها ومحبتها.
-لنصلِّ معًا في هذا المساء حتى يهبنا الربّ يسوع بشفاعة أمّه مريم العذراء الثبات في الإيمان في وسط المِحَن، والرجاء في ساعات الحزن والألم، والفرح والسلام في قلوبنا وفي وطننا وفي منطقتنا.
-وإنني أنتهزها فرصة لأهنىء أخواتي الراهبات وعائلة هذه المدرسة بمرور مئة وثلاثين سنة على قيامها واستمرارها على الرغم من الحروب والأزمات الاقتصادية المتكرّرة وعلى الرغم من الغلاء وضيق الحال.
-إخوتي وأخواتي، تستمر هذه المدرسة بتضحيات أخواتنا الراهبات أولاً وبعنادهن في متابعة رسالتهن مع أطفالنا وشبابنا وصبايانا. إنها تستمرّ بتعبهن حتى آخر النهار، هنَّ اللواتي تركن عائلاتهن وأوطانهن وتخلين عن طموحاتهن وأحلامهن ليعشن بيننا ويخدمن الربّ ويُعنَين بتربية أولادنا بمحبة عظمى وبمجانيّة. فشكرًا لكنَّ.
-وهذه المدرسة تستمر أيضًا بتعب وتضحيات المعلمين والموظفين والأهل وبمحبة كلِّ واحدٍ وواحدةٍ منكم. وإنني أتمنى أن تدوم أيضًا لسنين طويلة شهادة وعلامة على محبة الرب لكلِّ إنسان وخصوصًا لصغار هذا العالم.
-إخوتي وأخواتي، نحن مدعوون جميعًا، طلابًا وذوي طلاب ومعلمين ومسؤولين إلى أن نعمل بكدٍّ من أجل حماية هذه المدرسة وكلّ المدارس، لأنّ العلم والتربية هما الأساس في بناء كلّ مجتمع صالح ومزدهر. فلنطالب الدولة بالقيام بواجباتها تجاه المدرسة الخاصة كما الرسميّة لأن العلم هو حق لنا وكذلك اختيار المدرسة المناسبة لأولادنا، ولا يمكن لأحد أن يهضم هذا الحق. آمين.
وفي ختام القدّاس الإلهي الذي خدمته جوقة من تلامذة المدرسة بقيادة الأستاذ وسام بو نافع، كانت كلمة للأخت أنيتا شينو شكرت فيها صاحب السيادة على قبوله الدعوة للاحتفال بعيد الحبل بها بلا دنس مع عائلة المدرسة قائلة “هذه المدرسة هي بيتكم سيّدنا، وأبوابها مفتوحة دائمًا أمام الجميع وما من غريب فيها، والكل يكون في بيته عندما يتواجد في كنفها. صحيح أن ١٣٠ سنة ليست بيوبيل لكنها تاريخ وحياة مستمرة ولن تتوقف، لذا نحن بحاجة إليكم دومًا أنتم الأهل والطلاب، وأشكر في هذه المناسبة الجوقة التي كانت على قدر الثقة والمستوى، كما أشكركم أنتم الأساتذة الذين تشكلون أعمدة المدرسة. وأشكر أخواتي الراهبات، فوجودكن معنا في هذا المساء هو سبب فرح وغبطة. وفي الختام، آمل أن تنالوا في هذا العيد كل النعم التي تطلبونها من الربّ بشفاعة والدته أمّنا مريم العذراء”.
المطران عبد الساتر : نطالب الدولة بالقيام بواجباتها تجاه المدرسة الخاصة كما الرسميّة لأن العلم هو حق لنا
