المطران سويف: طرابلس مدينة العلم والعلماء ونموذج للعيش المشترك

أقامت مدارس أبرشية طرابلس المارونية، برعاية رئيس أساقفة الابرشية المطران يوسف سويف، احتفالا تكريميا للكادر التعليمي لمدارسها وللمربين المتقاعدين، لمناسبة عيد المعلم، في منتجع الميرامار في القلمون، بمشاركة المدير العام لوزارة التربية عماد الأشقر ممثلا وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية هيلدا خوري، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفيسورة هيام اسحق، رئيس المنطقة التربوية في الشمال نقولا خوري، نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض، رئيس صندوق التعويضات جورج صقر والمشرف العام على مدارس الابرشية الأب اندريه ضاهر الأنطوني، اضافة إلى حشد كبير من معلمي ومعلمات مدارس الابرشية.
بداية النشيد الوطني، فكلمة ترحيبية من عريفة الاحتفال كارين النشار التي شكرت للمطران سويف رعايته الأبوية للقيمين على إدارة المدارس وللهيئتين التعليمية والإدارية وللطلاب، وأشادت بمناقبية وعطاءات المربين والمربيات والمكرمين، لاكمال مسيرة التعليم، “من أجل بناء مستقبل مشرق ومجتمع سليم” .
المطران سويف
بدوره، ألقى سويف كلمة شكر فيها كل المشاركين والمساهمين في إنجاح هذا الحفل، وقال: “يطيب لي أن أسطر أجمل التعابير والكلمات والتقدير والعرفان لكل معلم أفنى عمره في تعليم طلاب بلدته ومدينته ووطنه ليزيل عنهم الجهل ويزودهم بنور العلم”.
أضاف: “في كل عام نحتفل بهذا العيد المبارك ونكرم إنساناً قيل عنه ” كاد أن يكون رسولا “، فهو ضحى ويضحي وتعب وبذل كل الجهد بنبل واخلاص، فاستحق لقب الرسول”.
وتابع: “عندما يجتمع النبل والقوة والعلم بإنسان، ويتحول عمله إلى محبة وعطاء وقيم وجمال، ندرك فعلا أننا أمام مرب، علمنا كيف يصبح الحرف نورا، والكلمة شعاعا، وحمل راية العلم جيلا بعد جيل لينشر رسالته السامية”.
وتابع: “التعليم مهنة شريفة وسامية وصعبة وشاقة وتتطلب كفاءة وخبرة وتضحية وحكمة ومرونة وصبرا ورعاية أبوية للطلاب، لكي يتمكن المعلم الذي يحمل هذه الصفات من صناعة إنسان الغد. وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا، لا بد لي من أن أشكر من القلب بكل قناعة وعاطفة صادقة، كل المعلمين والمعلمات الذين خدموا التربية والانسان من خلال مدارس الابرشية. وأنا أنتمي لهذه الابرشية منذ كهنوتي وعايشت عن كسب هؤلاء الاشخاص الذين ضحوا وما زالوا وثابروا بعزم ودون ملل لتصبح هذه المؤسسة منارة علمية وإحدى أفضل المدارس الرائدة في الشمال، بخاصة في ظروف الحرب الأليمة، وهذه المدارس الوطنية فتحت أبوابها منذ نشأتها لجميع الطلاب من الطوائف والمذاهب كافة من طرابلس وسائر الأقضية الشمالية، من دون تمييز بين طالب وآخر مهما كان مذهبه ودينه، وكان القيمون على إدارة مدارس المطران يفتحون زراعيهم للعائلات المتعففة ويقفون إلى جانب اولادهم بتعاليم الكنيسة.
وأردف: “الشكر والف شكر وتحية لكل المكرمين، الذين افنوا حياتهم في سبيل إعلاء شأن هذا الصرح التربوي، ونحن نتكرم ونرفع رأسنا عندما نجتمع بهذه النخبة من المجتمع الذين غرسوا في نفوس تلاميذهم أمثولات وقيماً من الأخلاق الرفيعة والمواطنية”.
وقال: “مدينتنا طرابلس هي عاصمة الشمال ومدينة العلم والعلماء ومدينة الثقافة العربية، وهي نموذج للعيش المشترك وحاضنة لكل الطوائف والمذاهب، كما هي حال مدارس المطران”.
وفي الختام، شدد سويف على أهمية “التعاضد والتعاون في سبيل المحافظة على هذه المنارات التربوية، لان التربية والثقافة والعلم بترول وثروة لبنان ومستقبل أجياله”.
وكانت كلمات لكل من الأب اندريه ضاهر الأنطوني وحسنا عبود وبدرا التولاني، شددت على أن “هذه المهنة السامية تتطلب رجالاً ونساءً، استثنائيين، مخلصين، رساليين وأقوياء، يتحلّون بالثقافة والعلم والخبرة والوعي والتضحية والمراقبة، وقادرين على تحمّل المسؤولية في سبيل نشر العلم والمعرفة والثقافة والحضارة والحد من الجهل”.
وفي ختام الاحتفال، أقيم حفل غداء على شرف الحاضرين.