قدم رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، العزاء بوفاة الشيخ محمد بكار زكريا والد مفتي عكار الشيخ زيد محمد بكار زكريا، على رأس وفد من الابرشية، ضمّ كلا من الخورأسقف الياس جرجس، النائب الاسقفي الخاص في عكار الخوري جو رزق الله، رئيس الديوان الاسقفي وخادم رعيتي النفيسة وحلبا الخوري شربل عبدو، خادم رعيتي منجز وكفرنون الخوري ماريو دميان، وضم الوفد أيضا رئيس وأعضاء بلدية القريات، ومختارها بالاضافة الى عدد من أبناء الرعية.
وألقى المطران سويف كلمة بالمناسبة قال فيها: “أخي صاحب السماحة، أصحاب الفضيلة، اولا نحن أمام اختبارات الحياة التي نعيشها وتحمل الحلو والمر، الصحة والمرض، وأقسى اختبار يعيشه الانسان بحياته الانسانية والبشرية هو الموت، ولا نستطيع الا أن نجدد إيماننا بالقيامة والحياة التي منحنا إياها الله، لذلك أول كلمة تعزية أقدمها لاخي وصديقي وصاحب السماحة وللعائلة الكريمة هي كلمة رجاء، لان الرب هو الذي أعطى والرب هو الذي أخذ، فليكن اسم الرب مباركاً”.
اضاف: “اليوم هو يوم عزاء ورجاء، ونقف بهذه اللحظات الاليمة الى جانب صاحب السماحة في دار آل زكريا الكريمة والعريقة، فعكار في قلوبنا جميعا، فنحمل معا همومها وشجونها ونعمل معا لخير كل أبناء المحافظة، ونلتقي معا ونفكر معا لخير الانسان”.
وتابع: “خلال عودتي من رحلة رعوية خارج البلاد، قرأت عن سيرة والد سماحة المفتي الداعي الكبير، واندهشت بهذه السيرة الذاتية المليئة بالعطاء والمحبة والدعوة الى الالفة والمسامحة ونبذ الفتنة، كل هذه المزايا والصفات يحملها الراحل الكبير، لان الرب أحبه وأسكن في فكره وعقله عطايا ومواهب متعددة طيبة، ورأيت أن من أكبر العطايا والمواهب التي اعطاه الرب إياها هي المحبة والعطاء دون مقابل” .
وأكد أن “من كان في قلبه المحبة الصادقة يعيش حياته في سبيل تزويد بيئته التعاليم الدينية الحقيقية، وفعلا اندهشت بالسيرة الذاتية للداعي الكبير، وقلت لصاحب السماحة الرب أحب هذا الانسان الذي قضى حياته يبحث عن الله ويبحث أن يكون مع الله، وهذا الراحل الكبير أعطاه الله الحكمة والمواهب، ولا استغرب أنه كان يحصل خلال مسيرته العلوم الدينية العالية جدا ونشره في بلدته قريته وكل لبنان ومن ثم الى مصر والباكستان، وطبعا هذا الامر سخر لخدمة العلم الديني ، وهو حقيقة أن ندخل في قلب الله وأن نكتشف يوميا رحمة الله التي تغمر حياتنا”.
واردف: “الانسان المتدين هو الانسان الذي يفتح قلبه لاخيه الانسان، لذلك كان لديه محبة وتواصل مع الفقراء والمحتاجين والعائلات المتعففة، وهذه الميزات تلخص معنى الحياة، لذلك نشكر الرب على حياته وسيرته “.
وختم سويف: “نتعهد في هذا اليوم المبارك الذي يحمل الحزن والرجاء، نحن وأصحاب السماحة والفضيلة والآباء وجميعنا كعائلة واحدة، أن نعيش إيماننا بعمق لنمجد الله ونخدم أخوتنا في الانسانية”.
ثم القى المفتي زكريا كلمة شكر فيها للمطران سويف والوفد المرافق حضورهم وتقديم العزاء، معددًا مزايا وصفاة والده الراحل والتي كانت تقوده دائمًا الى مد جسور التواصل بين أبناء المنطقة الواحدة والجوار.