التقى مسؤولو الجماعات العيليّة في دار المطرانية، حول راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر في حديث تنشئة بعنوان “ذكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.(تك ١ : ٢٧)”، وذلك بدعوة من مكتب العائلة في الأبرشيّة، حضره النائب الأسقفي لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح ومسؤول المكتب الخوري روجيه سركيس ونائبيه روبير ونجوى الخوري والمتقدّمين بين الكهنة في مختلف القطاعات.
استهُل اللقاء بصلاة، وكان بعدها حديث لصاحب السيادة قال فيه “إنّ الله خلق الإنسان، فكان أوّل فعل حبّ يقوم به الله تجاه الإنسان لأنّ الخلق هو إخراج من العدم والوجود هو خير من عدم الوجود. وعلى الإنسان المخلوق أن يتذكّر دومًا أنّ لخالقه إرادة في حياته وهي أن ينمو هو وينمو العالم معه، وعلى كلّ إنسان أن يتمّم هذه الإرادة أوّلًا”.
وتابع المطران عبد الساتر: “ذكرًا وأنثى خلقهم”. إنّ هذه العبارة هي أوّلًا تذكير لكلّ واحد منّا بعظمة الإنسان الذي خُلِقَ بإتقان جسديًّا ونفسيًّا وروحيًّا. وهي تذكّرنا ثانيًا بأنّ العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة بين شخصين متمايزين جسديًّا ونفسيًّا وروحيًّا وأيضًا بتاريخهما، ولذلك فإن الانصهار بين الرجل والمرأة أو الذوبان ببعضهما البعض هو تصغير لعظمة الإنسان وإفقار لغناه وهو من الأمور التي يجب على الرجل والمرأة أن يبتعدا عنها في علاقتهما مع بعضهما البعض”.
وأردف سيادته قائلًا: “إنّ العلاقة الجيّدة بين الرجل والمرأة تفترض أوّلًا قبول الآخر كما هو ومن دون انتظارات والتخلّي عن محاولة تغييره”.
وأنهى المطران عبد الساتر كلامه بالحديث عن بعض الأمور التي قد تسيء إلى العلاقة بين الرجل والمرأة ومنها على سبيل المثال لا الحصر: – تأثير التربية العائليّة على كلّ منهما وعلى كيفيّة التعامل مع بعضهما وعلى أهدافهما. – الصمت وعدم الحوار في ما يزعج ويؤلم، ممّا قد يزيد الغضب أو البعد بين الشريكين. – وللشعور بالذنب أيضًا آثار سلبيَّة على العلاقة بين الرجل والمرأة لأنّه قد يدفع بأحد الشريكين إلى القبول بأمور أو القيام بأمور أخرى تضرّ به وبالعلاقة فقط لتهدئة هذا الشعور.
وفي الختام، كانت أسئلة ومداخلات من الحضور أجاب عليها صاحب السيادة.