المطران ابراهيم في قداس “كاريتاس” – زحلة: يد الكنيسة الممدودة لمساعدة المحتاجين

احيت رابطة “كاريتاس لبنان”- إقليم زحلة، القداس السنوي في كاتدرائية سيدة النجاة، حيث احتفل بالذبيحة الإلهية رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم ، وعاونه الآباء ايلياس ابراهيم وادمون بخاش بحضور النائب سليم عون، نائب رئيس رابطة كاريتاس لبنان الدكتور نيقولا حجار والمدير التنفيذي جيلبير زوين، رئيس اقليم كاريتاس زحلة فادي سابا، رئيس جمعية لاند الدكتور يوسف ساسين، شبيبة كاريتاس، العاملين في مستوصف كاريتاس ومركز البطريرك صفير لذوي الحاجات الخاصة وحشد من المؤمنين.
المطران ابراهيم
ونوه المطران ابراهيم في عظته بدور رابطة كاريتاس في لبنان عموما، وفي زحلة والبقاع خصوصا وقال :” نقدّم اليوم قداسنا على نيّة رابطة كاريتاس لبنان – اقليم زحلة، لأن كاريتاس هي حاجة اجتماعية وكنسية في هذا الزمن الصعب حيث نعيش في عالم مليء بالتناقضات. دور كاريتاس هو كنسي وانجيلي بامتياز، وهو دور عالمي ايضاً، فبينما تزداد الدول الغنية غنىً، تزداد الدول الفقيرة فقراً. هذا ينطبق ايضاً على الأشخاص: الفقراء يزدادون فقراً والأغنياء يزدادون غنىً. نرى في اماكن كثيرة من العالم مظاهر هذا التفاوت الصارخ. في بعض الدول مثلاً يعاني الناس نقص الغذاء ويزداد عدد السكان بزيادة مخيفة”.
تابع: “نحن في لبنان نعاني هذا التفاوت، فما قد يعتبره الأغنياء اموراً عادية في حياتنا اليومية، يعتبره الفقراء ضرباً من الرفاهية. كاريتاس هي يد الكنيسة الممدودة لمساعدة المحتاجين.”
اضاف: “في بعض اجزاء العالم، 200 دولار شهرياً قد تجعل صاحبها أغنى شخص في المجتمع. في الدول الفقيرة، هناك ملايين الأشخاص الذين لا يملكون حتى حذاء في اقدامهم او وجبة منتظمة يتطلعون اليها. هذه الفجوة الهائلة بين الأغنياء والفقراء تفرض علينا ان نعيد التفكير في كيفية استخدام مواردنا وتوزيعها”.
وقال: “يجب علينا ان نتذكر الله وقد وهبنا هذه النعم لنكون وكلاء صالحين لها، وليس لنستهلكها بأنفسنا فقط.”
تابع:” في انجيل مرقس، الفصل الثاني عشر، نجد قصة تجسّد لنا معنى العطاء الحقيقي. جلس يسوع تجاه صندوق التقادم في الهيكل، ورأى الناس يلقون بأموالهم فيه، كان الأغنياء يلقون كثيراً، فجاءت ارملة فقيرة والقت فلسين، قيمتهما قليلة جداً. قال يسوع لتلاميذه ” هذه الأرملة الفقيرة القت أكثر من جميع الذين القوا في الخزانة، لأنهم القوا من فضلتهم، اما هي فألقت كل ما عندها.”
اردف: “هذه القصة تحمل لنا درساً عميقاً، العطاء ليس بكمية المال التي نعطيها، بل بقيمة التضحية التي نقدّمها. الأغنياء قد يعطون كثيراً، لكنهم يعطون من فائضهم، بينما الأرملة اعطت كل ما لديها. هذا هو العطاء الحقيقي في نظر الله”.
اضاف: “العطاء ليس مجرد فعل مادي، بل هو فعل روحي يعكس قلب المعطي ومحبته لله وللإنسانية. نحن مدعوون لنكون كالأرملة الفقيرة، نعطي بتفانٍ وبكل ما نستطيع، وليس فقط مما يزيد عن حاجتنا. العطاء الحقيقي هو عطاء نابع من القلب، عطاء يبرز تضحيتنا وإيماننا العميق بأن الله هو الذي يبارك العطاءويكافئ عليه.”
وقال: ” يقول الكتاب المقدس: ” من أُعطي كثيراً، يُطالَب بأكثر”. علينا ان نكون وكلاء صالحين لما اعطانا الله. كل ما نملك هو من الله، وعلينا ان نستخدمه في خدمة الآخرين. يجب ان نتعلم كيف نتقاسم ما لدينا مع من هم في حاجة، وكيف نكون سبباً في تحسين حياة الآخرين، وليس فقط تحسين حياتنا. فقر وبؤس وجوع الآخر هم فرصة لنا لنكون نوراً وأملاً في حياة الآخرين. ان الله يحب المعطي السخي المتهلل والمبتهج، المُعطي الذي يُعطي من حاجته بتضحية واخلاص. عندما نفعل ذلك، سنجد ان الله يكافئنا بطرق لا نتخيلها”.
تابع: “نقرأ في سفر الأعمال ” في كل شيء أريتُكم انه هكذا ينبغي انكم تتعبون وتًعضُدون الضعفاء، متذكرين كلمات الرب يسوع انه قال ” مغبوطٌ هو العطاء اكثر من الأخذ” ” ( أع 35:20). هذا يعني ان البركة الحقيقية ليست في ما نحتفظ به لأنفسنا، بل في ما نقدمه للآخرين.”
ختم المطران ابراهيم: ” في النهاية ايها الإخوة والأخوات، يجب ان نتذكر ان العطاء ليس فقط مادياً. يمكن ان يكون العطاء ايضاً بالوقت، وبالجهد، وبالكلمات الطيبة وبالصلاة. يمكن ان نعطي من خلال دعمنا للآخرين ومساندتهم في اوقات الحاجة. يمكن ان نكون نوراً يضيء طريق مَن حولنا. بارك الله كاريتاس وحمى كل مُعطي متهلل. آمين”.
وفي نهاية القداس التقطت الصور التذكارية وانتقل الحضور الى صالون المطرانية حيث قطع قالب من الحلوى للمناسبة.