احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بصلاة الغروب والليترجية الإلهية عشية عيد القديس يوسف في كنيسة مار يوسف الشير- الميدان بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم والأب الياس ابراهيم بحضور كاهن الرعية الب عبدالله سكاف وجمهور كبير من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس كان للمطران ابراهيم عظة توجه فيها بالمعايدة من الجميع وتحدث عن صفات القديس يوسف فقال:
” أيها الأخوة والأخوات، إننا اليوم نجتمع معًا لنستحضر معنى الوفاء والتضحية، من خلال مثال القديس يوسف، خطيب مريم العذراء وحارس يسوع الفادي.
إن قصة القديس يوسف تعكس روحَه السامية وقلبَه الطاهر، وتُظهرُ لنا كيف يمكن للإيمان والتواضع أن يُصقَلان لخدمة الإرادة الإلهية. إنها قصة عظيمة من التضحية الصامتة والولاء العميق. كان يوسف رجلًا عادياً بالنسبة للناس ونجارا بسيطاً، لكنه كان عظيمًا في عيني الله، لأنه كان صادق القلب ومستعدًا لتتميم إرادة الله بكل تواضع. القداسة تُبنى من الأمانة لله في الأمور الأكثر بساطة.”
واضاف ” فلنأخذ عبرة من القديس يوسف، ولنتعلم منه كيف يمكن للوفاء والتضحية أن يُحدثا فارقاً كبيرًا في حياتنا. دعونا نتأمل في تلك الصفات النبيلة التي جعلت من يوسف قدوة لنا جميعًا.
أولاً، يُظهر لنا القديس يوسف قدرة على الإصغاء والطاعة. ففي لحظة قرار مصيري، عندما أعلنت مريم عن حمْلِها بالطفل يسوع، لم يتردد القديس يوسف في إتمام مشيئة الله والوقوف بجانبها، وهو مبتعد عن الغرور والشكوك.
ثانياً، يُظهر لنا يوسف الصبر والثقة بمخطط الله. فلم ييأس عندما واجه التحديات، بل بقي ثابتاً وواثقاً في الخطة الإلهية، وهو يعلم أن الله دائمًا يهتم بمن يثقون به.
ثالثاً، يُظهر لنا يوسف التضحية والحب البالغ. فقد أخذ على عاتقه رعاية يسوع، وحمايته من كل شر، دون التطلع للمجد أو الثناء.”
وتابع ” نحن نعيش في زمنٍ يحتاج فيه العالم إلى المزيد من الوفاء والتضحية. فلنتعلم كيف نكون مثل القديس يوسف، صادقي القلب، رجال ونساء إيمانٍ يعيشون بحسب إرادة الله. دعونا نحرس المسيح في الآخرين فنكون خدامًا للحقيقة، كما كان القديس يوسف.
فلنكن من أولئك الذين يتذكرون دائمًا أن الله يرى كل تضحية صغيرة نقدمها، وأن الوفاء والإيمان لا يمكن أبدًا أن يضيعا عند الله بلا جزاء.”
وختم سيادته ” نحن في هذه الرعية أبناء وبنات القديس العظيم يوسف. فلنعش حياتنا كشفيعنا بالتفاني والتضحية، ولنعمل بجد وإخلاص، على أمل أن نكون أسبابًا للخير في هذا العالم، نترك بصمة يوسفية تدوم. كل عيد وأنتم بألف خير!”
وفي نهاية القداس ترأس المطران ابراهيم رتبة تقديس القرابين والتقى المؤمنين في صالون الكنيسة.