الكاردينال بارولين يوجه رسالة إلى رئيس أساقفة ميلانو لمناسبة الاحتفال باليوم الوطني المائة للجامعة الكاثوليكية للقلب الأقدس

بعث أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين برسالة إلى رئيس أساقفة ميلانو ورئيس “معهد الدراسات العليا” جوزبيه تونيولو، المطران ماريو ديبلبني لمناسبة “اليوم الوطني المائة للجامعة الكاثوليكية للقلب الأقدس”.
كتب نيافته في الرسالة: هناك أماكن يبدو أن المستقبل يصل فيها أولا. واحد من هؤلاء هو عالم الجامعة، لأنه يُعد مهنيي الغد ويطوّر البحوث التي تؤدي إلى الابتكارات التي غالبا ما تكون الأكثر حسما لتقدم الأسرة البشرية. ولفت إلى أن التوقعات المهمة تتركز اليوم على المستقبل، ولكن يبدو الأفق ملبدا بالغيوم، والشباب، داخل البيئة الأكاديمية، يدركون ويختبرون هذا التوتر بنوع خاص. وتوقف بارولين عند الموضوع الذي تم اختياره للاحتفال باليوم الوطني المائة للجامعة الكاثوليكية للقلب الأقدس والذي يندرج في هذا السياق ألا وهو: “الطلب على المستقبل. الشباب بين خيبة الأمل والرغبة”.
تابع المسؤول الفاتيكاني رسالته إلى رئيس أساقفة ميلانو قائلا: في مثل هذا الأفق، لا يمكننا أن نبقى أسرى الماضي، ومن الضروري رعاية الوعي بأن كل شيء يتم لعبه في الوقت الحاضر، لأنه لن يكون هناك مستقبل حقيقي إذا لم نعيش اليوم على أكمل وجه. لقد ذكرنا البابا فرنسيس مرارا وتكرارا بأنه لا يمكننا مخاطبة الشباب على أنهم يتعلقون بالمستقبل وحسب، لأنهم يمثلون أولا وقبل كل شيء الحاضر، وأشار بارولين إلى ما قاله البابا فرنسيس خلال مشاركته في الأيام العالمية للشبيبة في باناما عام ٢٠١٩: “يجب عليكم أيها الشباب أن تناضلوا من أجل مساحتكم اليوم، لأن الحياة هي اليوم … أنتم، أيها الشباب الأعزاء، لستم المستقبل أنتم الحاضر.
مضى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى القول إن الحاجة الملحة لتزويد الشباب بأفضل الظروف لبناء المستقبل بدءا من الحاضر شعر بها مؤسسو الجامعة الكاثوليكية، الذين أرادوا تحفيز انتباه المجتمع الكنسي بأكمله حول الجامعة الوليدة، والحصول من البابا بيوس الحادي عشر على إنشاء يوم وطني محدد. وبعد قرن من الزمن، يمكننا أن نفهم أسباب هذا الرابط القوي والتوقعات الكبيرة التي وضعت على الجامعة الكاثوليكية. الآن وبعد أن أصبحت واحدة من أهم الجامعات المرموقة في البلاد وتضطلع بدور متزايد الأهمية على المستوى الدولي، يمكننا أن نرى مدى خصوبة وبعد نظر حدس المؤسسين، وخاصة الأب جيميلي والطوباوية باريلي، اللذين حظيا بدعم كبير من قبل الحبر الأعظم.
هذا ثم كتب الكاردينال بارولين أن رؤية الأب جيميلي للمستقبل كانت واسعة جدا لدرجة أنه، بينما كان يعمل على تأسيس معهد ميلانو، انكب على إطلاق شبكة دولية من الجامعات الكاثوليكية. ونحن مدينون له قبل كل شيء بنشأة الاتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكية. وقد أكد البابا فرنسيس، الذي استقبل أعضاء الاتحاد لمناسبة احتفاله بالذكرى المئوية لتأسيسه، على قيمة العمل المنجز وعلى أهمية المساهمة في رسالة الكنيسة اليوم. في تلك المناسبة وبعد أن ذكّر بإمكانات ما يقرب من ألفي جامعة كاثوليكية منتشرة في جميع أنحاء العالم، والجهود الهادفة إلى تعزيز السلام والتنمية المتكاملة، سلط الحبر الأعظم الضوء على خصوصية المشروع التعليمي.
تابع المسؤول الفاتيكاني مذكراً بأنه في الرابع عشر من أبريل نيسان، الذي صادف يوم أمس الأحد، تم الاحتفال بمرور أربعين عاما على أول تجمع كبير للشبيبة الذي أصبح البرعم الذي ازدهرت منه الأيام العالمية للشبيبة، والذي نُظم في سياق السنة المقدسة للشبيبة. في تلك المناسبة، أعطى البابا القديس يوحنا بولس الثاني الصليب للشبيبة بهدف حمله إلى العالم كعلامة على أن الخلاص هو في يسوع، الذي مات وقام من بين الأموات. وفي هذا الصدد، يشجع البابا فرنسيس الشباب على أن يتحلوا بالشجاعة لعيش الحاضر ومواجهة المستقبل برجاء وعلى أن يكونوا بناة الغد، وصناع المستقبل.
لم تخل رسالة الكاردينال بارولين من الإشارة إلى الرباط القائم بين الأيام العالمية للشبيبة وراعوية الجامعات وكتب أن هذه العلاقة باتت اليوم وثيقة أكثر من أي وقت مضى وصولا إلى اللقاء الذي عُقد العام الماضي في لشبونة، عندما خصص البابا فرنسيس لقاءً لعالم الجامعة، حدد فيه نوعا من “بيان” رسالة الجامعات الكاثوليكية في عصرنا. ولأن الشبيبة لا يمكن أن يسلبوا مستقبلهم، دعاهم إلى الاستثمار بشجاعة كبيرة في الحاضر من أجل الاستجابة للأرق الصحي الذي يسكن في عقولهم وقلوبهم.
في ختام رسالته إلى رئيس أساقفة ميلانو شاء أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن يوجه كلمة تشجيع إلى جامعة القلب الأقدس الكاثوليكية في ميلانو، وعبر للجميع عن قرب البابا منهم مؤكدا أنه يرافق الجامعة بطريقة أبوية، وينتهز الفرصة ليمنح الجميع فيض بركاته الرسولية.