الرسامة الأسقفيّة للمطران برونو فاريانو، النائب البطريركيّ للاتين في قبرص

احتفلت أبرشيّة البطريركيّة اللاتينيّة، السبت 16 آذار 2024، بالرسامة الأسقفيّة للنائب البطريركي في قبرص الأب برونو فاريانو، وذلك بقداس احتفاليّ حاشد ترأسه الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، في مركز فيلوكسينيا للمؤتمرات في العاصمة القبرصيّة نيقوسيا.
وشارك إلى جانب غبطته في منح الرسامة الأسقفيّة مدير احتفالات جمعية فرسان القبر المقدّس الكاردينال فورتوناتو فريتسا، ورئيس أساقفة قبرص للموارنة سليم صفير، إلى جانب لفيف من الكرادلة والأساقفة والكهنة والشمامسة، بحضور رئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة القبرصيّة جاورجيوس الثالث، ووفود رسميّة ممثلين عن السلطات القبرصيّة، ووفود دينيّة مسيحيّة من مختلف الكنائس، وشخصيات إسلاميّة، ورهبان وراهبات، لاسيما من حراسة الأراضي المقدّسة الفرنسيسكانيّة التي ينتمي إليها المطران الجديد.
وبعد إعلان الإنجيل المقدّس حول دعوة السيّد المسيح للخدمة (متى 20: 25-28)، رفع المؤمنون نشيد الروح القدس. من ثمّ قرأ السفير البابوي لدى الأردن وقبرص المطران جيوفاني بيترو دال توزو نصّ الرسالة الرسوليّة والتي فيها يعيّن البابا فرنسيس الأب برونو فاريانو أسقفًا مساعدًا في الأبرشيّة البطريركيّة الأورشليميّة اللاتينيّة، مانحًا إياه لقب أسقف كرسي استيجي.
لحظة تاريخيّة
وألقى البطريرك بيتسابالا عظة أشار فيها إلى أنّ الرسامة الأسقفيّة هي لحظة تاريخيّة للبطريركيّة اللاتينيّة، وللجماعة المسيحيّة في قبرص، حيث أن آخر أسقف لاتيني كان قبل 340 عامًا. وشدّد غبطته على أنّه وبتعيين أسقف جديد للكنيسة اللاتينيّة فإنها لا تهدف إلى أخذ الأدوار، إنما لتقديم الخدمة الرعوية للمؤمنين الذين يتزايد عددهم، بروح الشركة والتعاون والاحترام مع جميع الثقافات والديانات في الجزيرة.
ودعا بطريرك القدس للاتين المطران الجديد لوضع نفسه في خدمة الكنيسة اللاتينيّة، وأمام التحدّيات التي سيواجهها فعليه أن يضعها أمام الرّب. كما دعاه إلى خدمة الآخرين كما هم، على مثال الراعي الصالح، وأن يوجه الجميع إلى السيّد المسيح وليس إلى نفسه، لافتًا إلى أنّ هذه الخدمة مرتكزة على حياة المسيح المتجسد في حياة الجماعة، وإعلان الإنجيل، وأن يهب حياته يوميًّا لخدمة شعب الله المقدّس.
الرسامة الأسقفيّة
وبدأت مراسم الرسامة الأسقفيّة بتعهّد الأسقف المعيّن أمام البطريرك بممارسة رسالته الأسقفيّة على مثال المسيح، الراعي الصالح، كإعلان الإنجيل، والطاعة للحبر الأعظم، والخدمة، والترحيب بالأشخاص الموكلين إليه والاهتمام بهم. وبينما رفع الحضور طلبة القديسين علامة على اتحاد الكنيسة الأرضيّة بالكنيسة السماويّة، قام المطران برونو بالاستلقاء أمام الهيكل، في إشارة إلى استسلامه المطلق لإرادة الله في حياته، على مثال السيد المسيح المائت والقائم من بين الأموات.
ووضع البطريرك بيتسابالا والأساقفة أيديهم على رأس الأسقف المعيّن برونو. ثم تلى البطريرك صلاة التكريس، وطلب فيها نعمة الرّب للأسقف الجديد، مذكرًا فيها بمعاني الخدمة الأسقفيّة. وطوال فترة الصلاة هذه، تم وضع الكتاب المقدس مفتوحًا فوق رأسه كعلامة على الخضوع الكامل لكلمة الرّب، والتي منها وعلى نورها تمارس الكنيسة والأسقف الجديد خدمتهما.
وقام البطريرك بمسح رأس الأسقف بزيت الميرون، وسلّمه رموز الخدمة الأسقفيّة: الكتاب المقدّس (كونه سيكون مسؤولاً عن الكرازة بالإنجيل)، الخاتم الأسقفي (علامة على إخلاصه للكنيسة)، التاج الأسقفي (علامة على القداسة والكرامة والسلطة، كدعوة لعيش حياة مقدسة ونموذجية على رأس الجماعة)، العصا الأسقفيّة (علامة لخدمته الرعائية كونه تعهّد لخدمة شعب الله وقيادتهم إلى طريق الخلاص).
من بعدها، جلس الأسقف الجديد برونو فاريانو على كرسي الأسقفيّة، وتبادل قبلة السلام مع البطريرك وجميع الكرادلة والأساقفة الحاضرين كعلامة على انتمائه الجديد إلى الجسم الأسقفي. ثم أُستأنفت الليتورجية الإفخارستيّة. وفي ختام الاحتفال، قام المطران فاريانو بمباركة شعب الله، مقبلين يديه الممسوحتين بزيت الميرون بعدما حصل على ملء الكهنوت المقدّس.