إستقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الإثنين ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٣، في الصرح البطريركي في بكركي، السفيرة الأميركية السيدة دوروتي شيا التي شددت على “ضرورة الحفاظ على الإستقرار الأمني في لبنان والسعي الى تثبيته على جميع المستويات”، مشيرة الى”اهمية تحييد لبنان عما يدور من حرب في قطاع غزة.”
بدوره اكد البطريرك الراعي على ان “استقرار لبنان وأمنه وعودة الحياة الطبيعية الى مؤسساته تنطلق مع انتخاب رئيس للجمهورية يقوم بدوره ويسهر على تطبيق الدستور الذي تبقى له الكلمة الفصل في اي استحقاق وطني”، مشددا على “عدم وقوع فراغ جديد في البلاد لا سيما في قيادة المؤسسة العسكرية لكونها صمام الأمان اليوم للبنان وللبنانيين.”
بعدها التقى غبطته النائب غسان السكاف الذي قال بعد اللقاء:” لقد التقيت صاحب الغبطة وتناولنا الأوضاع الفائقة الخطورة التي يمر بها لبنان والمنطقة. وكان هناك توافق على ان ما حصل في 7 اوكتوبر كان سببه ما حصل قبل من ظلم وهدر لحقوق الفلسطينيين واجهاض لفرص السلام واقامة دولة للفلسطينيين.”
وتابع السكاف:” ما قامت به اسرائيل واليمين المتطرف من قتل للأبرياء الفلسطينيين ادى الى اسقاط غصن الزيتون من يد الفلسطينيين ورفع البندقية. اليوم ينتابنا شعور ان هناك نكبة جديدة تحضر للفلسطينيين من خلال تهجيرهم من شمال غزة الى جنوبها وممكن الى سيناء فعلى الرؤساء والملوك العرب القيام بجهد كبير من اجل محاربة تكرار مشهد ناغورني كاراباخ في غزة.”
واضاف السكاف:” على الصعيد اللبناني نحن نعلم ان الوضع في لبنان خطير جدا وهو سينتهي قريبا بحل من اثنين اما توسيع الحرب واما الذهاب الى تسوية اقليمية ودولية. لبنان التعايش والعيش المشترك وال18 طائفة كيف سيواجه الحرب او التسوية والمفاوضات القادمة مع غياب تام للوجود المسيحي المؤثر في المواقع الأساسية. كل المفاوضات توصل الى تسويات ولكنها لن تلحظ من يغيب نفسه عن التسوية وهذه التسويات تأتي بعد الضربات الكبرى ونحن نخشى من ترتيب شرق أوسط جديد من دون المسيحيين لذلك من الضروري توافق أهل البيت الماروني أولاً ثم المسيحي ثانيا والوطني ثالثا من اجل الشغور الرئاسي.”
وختم السكاف:”هناك ضرورة لتحصين الجيش اللبناني وعدم المس بقيادة الجيش الى حين انتخاب رئيس للجمهورية. المؤسسة العسكرية اليوم هي امام وضع مصيري استثنائي ممكن ان يهدد البلد وعلينا ابعاد المؤسسة عن مرارة الشغور في قيادة الجيش. لقد بحثنا مع غبطته الموضوع المسيحي ولمست ان بكركي لن تسلم بتغييب الموارنة عن القرار السياسي والعسكري ولن تقبل بتجرع الكأس الثالثة بعدم وجود ماروني في موقع الرئاسة وحاكمية مصرف لبنان وفي موقع قائد الجيش.”
ومساء استقبل البطريرك الراعي النائب نعمة افرام الذي بدأ كلمته بعد اللقاء بتحية للاعلاميين الذي تعرضوا للقصف الاسرائيلي على الحدود اللبنانية، ثم قال: “اليوم في هذا الوقت الدقيق الذي يمر به الوطن ألتقي صاحب الغبطة في هذا الصرح التاريخي، وبصفتي التمثيلية كممثل للشعب اللبناني أقول أن كل شخص يحب لبنان وهذا الكيان اللبناني، يجب أن يعرف أن هناك خطر على الكيان اللبناني، خاصة وأننا ندخل زمن الحرب من دون وجود رئيس للجمهورية ومن هنا ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للبلاد. أما الموضوع الثاني فهو عن قيادة الجيش، فلا أحد يدخل حرب وقيادة الجيش تعاني من تضعضع، ومن هنا أناشد كل شخص مسؤول بتحييد قيادة الجيش عن الصراعات السياسية فإذا كان المطلوب التمديد لقائد الجيش لفترة وجيزة وحتى لو لم نرد هذا الأمر، قد يكون هذا ما يجب فعله حتى انتخاب رئيس للجمهورية. ” واضاف افرام: “يجب أن نعرف أننا نعيش لحظات دقيقة والمطلوب تجنيب لبنان هذا الكأس المرّ، ويجب أن نعرف أن لبنان دفع ثمنا باهظاً ولا يمكنه أن يدخل في هذه العاصفة على الرغم من تضامننا الكبير مع ما يحصل في غزة، فنحن نعرف أن العدو من مصلحته أن يفتح الحرب في جنوب لبنان، ويجب ألا نعطيه أي ذريعة للدخول في الحرب، أما الموضوع الاقتصادي الصعب على كل عائلة لبنانية فيجب أن نعلم أنه اذا لم يأتي المغتربون على الأعياد فإن الأزمة ستتفاقم ولذا الاستقرار أمر أساسي.”