على بُعد ستة عشر كيلومترًا من القدس، في منطقة أبو غوش، تواجد تابوت العهد لمدة 20 عامًا، وحيث بُني دير وكنيسة العذراء تابوت العهد، التابعة لراهبات مار يوسف للظهور والتي احتفلت السبت 31 آب 2024، بالذكرى المئوية لتأسيسها، وتدشين الهيكل الجديد، وإعادة فتح أبوابها بعد عامين من الترميمات أمام الحجاج.
بداية الاحتفال
ترأس الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، الاحتفال باليوبيل المئوي وتدشين المذبح الجديد، بمشاركة المطران بولس ماركوتسو، ورئيس الأساقفة لوران أولريش، رئيس أساقفة باريس، ووفد الأساقفة المرافق له، إلى جانب العديد من الأساقفة والكهنة. وقد حضر السيد نيكولا كاسيانيدس، القنصل الفرنسي العام في القدس وزوجته، بالإضافة إلى ممثلين عن دولة مالطا.
شهد الاحتفال حضور المئات من المؤمنين من مختلف أنحاء أبرشية القدس، وقد بدأ الاحتفال بمباركة باب الكنيسة الجديد، والذي يعود عمره إلى 100 عام، بحيث صُمّم ليجسد حضور الله في العليقة المشتعلة ونور قيامة السيد المسيح من القبر. ومن ثمّ قام غبطته برش الماء المقدّسة على المؤمنين وجدران الكنيسة الداخلية، كعلامة على تكريسها من جديد بعد أعمال الترميم.
في عظته، أكد غبطته على أهمية هذا الحدث اليوم، وما يرتكز عليه من تجديد للإيمان والثقة بالله، وهذا ما يمثله إعادة فتح الكنيسة وتكريس المذبح الجديد أمام المؤمنين والحجاج في ظل هذه الظروف الصعبة التي نمرّ به. وقد حثّ غبطته المؤمنين على التمسك بالصبر والطاعة لمخطط الله، والتحلي بالرجاء في خضم هذه التحديات والمآسي الحالية. قال: “تعملنا مريم أيضًا من خلال فترة الحمل: فهي وقت الصبر، والصمت، والانتظار. تُنجَز الأمور البشرية في لحظة، أما الأمور الإلهية فتأخذ وقتًا وتأتي ببطء”.
تكريس المذبح
بعد العظة ألقيت على “طلبة القديسين” إشارة إلى اتحاد الكنيسة السماوية مع الكنيسة المجاهدة (الأرضية)، وتبع ذلك وضع ذخائر القديسة إميلي دي فيالار، مؤسّسة رهبنة القديس يوسف للظهور، بالإضافة إلى ذخائر القديسة مريم ليسوع المصلوب، والتي عُرفت بصداقتها مع الأخت جوزفين رومي، مؤسسة المزار، إلى جانب ذخائر البابا بيوس العاشر، الذي كان يشغل السدّة البطرسية حينذاك.
مسح غبطته المذبح الجديد بزيت الميرون، كعلامة على تكريسه لله تعالى، وإلى ما يرمز له الهيكل بكونه جسد السيد المسيح، حيث تُقدَّم الذبيحة وهو مقدِّمها. ومن ثم وضع البخور على الهيكل، ليفوح عبيره في أرجاء الكنيسة، في إشارة إلى صلوات القديسين واتحادهم معنا، وكعلامة على الألوهية ومجد الله الحاضر بين شعبه.
ومن ثم قامت الراهبات بتزيين المذبح وإعداده من أجل استكمال الاحتفال بالذبيحة الإلهية وتقدمة القرابين. بعد المناولة نقل غبطته القربان الأقدس إلى بيت القربان الجديد، ليٌحفظ فيه، مضيئًا القنديل الذي يشير إلى حضوره الدائم معنا.
تاريخ الدير
أسّست الأخت جوزفين ديرًا لراهبات القديس يوسف على تلة أبو غوش عام 1913، بوحي إلهي. بدأت الأخت جوزفين في بناء بيت للضيافة وكنيسة مكرسة للعذراء مريم، تابوت العهد. انتهت أعمال البناء عام 1924 بدعم من متبرع فرنسي. تعد الكنيسة رمزًا للإيمان ولعلاقة تاريخية مع تابوت العهد. في عام 2017، كشفت أعمال الحفر عن فسيفساء تعود إلى العصر البيزنطي، مما يؤكد على كون المنطقة كانت مأهولة. هذا الاكتشاف يعزز من أهمية الموقع كمكان مقدس. يعيش في دير أبو غوش اليوم أربع راهبات من مناطق مختلفة في الأرض المقدسة يخدمن الزوار المحليين والأجانب.