البطريرك يونان يزور سعادة السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف للتعزية بضحايا الجريمة الإرهابية التي وقعت في موسكو

ظهر يوم الأربعاء ٢٧ آذار ٢٠٢٤، قام غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بزيارة إلى سعادة سفير روسيا الإتّحادية في لبنان ألكسندر روداكوف، للتعزية بضحايا الجريمة الإرهابية التي وقعت في موسكو، وذلك في مقرّ السفارة الروسية في بيروت.
أعرب غبطته عن استنكاره وإدانته بأشدّ العبارات للجريمة الإرهابية المروّعة إلتي أدّت إلى وقوع مئات الضحايا والجرحى في مسرح في موسكو، مؤكّداً قربه الروحي من عائلاتهم، ومن روسيا الاتّحادية بأسرها، في مواجهة هذا العمل الشنيع.
وشدّد غبطته على أنّ المكوّن المسيحي أصيل ومؤسّس في لبنان وبلدان الشرق، وليس مستورَداً من الخارج، ويبغي العيش بالمساواة والكرامة الإنسانية مع سائر المكوّنات في الوطن دون تمييز.
وتناول غبطته الحالة الراهنة في لبنان، مشيراً إلى ضرورة أن يترفّع المسؤولون السياسيون عن المصالح الشخصية والفئوية والحزبية، ووجوب أن يقوم النواب بانتخاب رئيس جديد للجمهورية على الفور، متطرّقاً إلى الأوضاع العامّة في منطقة الشرق الأوسط عامّةً، وفي سوريا والعراق خاصّةً، متوقّفاً عند ما يجري في الأراضي المقدسة، لا سيّما الحرب الدائرة في قطاع غزّة، والحاجة الملحّة إلى توقّفها الفوري، كما إلى درء خطر تداعياتها على لبنان.
رحّب سعادتُه بغبطته، مثمّناً زيارته الكريمة، معبّراً عن اعتزازه باستقباله في مقرّ السفارة الروسية، وامتنانه لحضور غبطته شخصياً، شاكراً إيّاه على مشاعره النبيلة وتضامنه مع روسيا أمام هذا المصاب الأليم، مثنياً على دور غبطته في تعزيز الحضور المسيحي في لبنان والشرق، وفي العمل على ترسيخ الوحدة الوطنية بين كلّ المواطنين على اختلاف انتماءاتهم.
وأكّد سعادته وقوف روسيا الدائم إلى جانب الشعب اللبناني، كما سائر الشعوب التي تعاني في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيّما في الأراضي المقدسة، دون أيّ تمييز بين مختلف المكوّنات، وشاكراً للبنان مؤازرته وتعاطُفه مع روسيا إزاء هذه الجريمة.
ثمّ دوّن غبطته كلمة تعزية ومواساة في السجلّ الذهبي الخاص في السفارة الروسية.
وفي ختام اللقاء، رفع غبطته التضرّع إلى الله كي يشمل العالم برحمته، فتنتهي الأزمات والنزاعات، ويسود السلام والاستقرار، لافتاً إلى أنّنا نؤمن أنّه ليست لنا مدينة باقية على الأرض، بل نرجو رحمة الرب، ونتطلّع إلى مسكننا الأبدي في السماء.
ثمّ ودّع سعادتُه غبطتَه كما استقبله بمجالي الحفاوة والإكرام والامتنان على هذه الزيارة.
رافق غبطتَه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.