استقبل البابا فرنسيس يوم أمس الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان المطران سيريل فازيل الموفد البابوي إلى أبرشية إيراناكولام أنغامالاي بالهند والذي غادر روما هذا الثلاثاء متوجهاً إلى ولاية كيرالا التي أُرسل إليها في شهر آب أغسطس المنصرم على أثر المشاكل التي شهدتها الأبرشية وسببت انقسامات وصدامات حول النمط الليتورجي الذي اختاره سينودس كنيسة السريان المالابار.
وكان البابا فرنسيس قد وجه رسالة فيديو إلى الأبرشية المذكورة في السابع من كانون الأول ديسمبر الجاري طالب فيها بوضع حد للخلافات والانقسامات ولأعمال العنف أيضا التي بدأت بعد قرار سينودس الكنيسة المحلية بشأن طريقة الاحتفال بالقداس التقليدي المحلي. المطران فازيل اليسوعي هو الرئيس السابق للمعهد الحبري الشرقي بروما، وهو حالياً رئيس أساقفة كوزيتش بسلوفاكيا للكاثوليك الذين يتبعون الطقس البيزنطي. وقد أرسله البابا إلى أبرشية إيرناكولام أنغامالاي في شهر آب أغسطس برفقة الأب Sunny Kokkaravalayil أستاذ الحق القانوني الكنسي في المعهد الحبري الشرقي بروما، في محاولة لإيجاد حل للخلاف القائم، بعد أن قبلت أربع وثلاثون أبرشية بقرار السينودس باستثناء الأبرشية المذكورة. وكان الحبر الأعظم قد ذكّر المؤمنين بأن المطران فازيل طلب منهم باسمه الشخصي أن يضعوا حدا للخلاف ولأعمال العنف التي تحصل أحياناً على خلفية الصراع القائم.
ولم يسلم الموفد البابوي نفسه من العنف إذ تعرض له عدد من المؤمنين الذين رشقوه بالبيض وببعض الأغراض، وقد أقدم هؤلاء على أحراق صورة للكاردينال ليناردو ساندري، العميد الفخري لدائرة الكنائس الشرقية، وللكاردينال جورج ألينشيري، رئيس الأساقفة السابق الذي قدم استقالته في السابع من كانون الأول ديسمبر الجاري وقد قبلها البابا فرنسيس، كما قبل أيضا استقالة المدبر الرسولي Andrews Thazhath متروبوليت تريشور للسريان المالابار.
ويعتبر كثيرون أن الوضع في تلك الكنيسة الهندية، التي تتمتع بجذور عريقة، تفاقم كثيراً، ما حمل البابا فرنسيس على أن يوجه شخصيا رسالة فيديو إلى الأبرشية المذكورة، كي يبدد كل الشكوك حول موقفه وموقف الكنيسة الجامعة من المشكلة. وقد طلب الحبر الأعظم من المؤمنين ألا يتحولوا إلى “بدعة”، وألا يجبروه على إصدار عقوبات، مؤكدا أنه لا يود أن يصل إلى هذا الحد.