البابا فرنسيس: يسوع لا يتوقع منا أن نمنع الآلام، وإنما أن نمجّده حتى في وسطها

“لا تضعوا ثقتكم فقط في الأفكار العظيمة، ولا في المقترحات الرعوية المحددة، بل استسلموا في الذي دعاكم إلى بذل ذواتكم، ويطلب منكم فقط الأمانة والثبات” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى رابطة الكهنة من أصل اسباني الذين يعملون في الولايات المتحدة الأمريكية
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان رابطة الكهنة من أصل اسباني الذين يعملون في الولايات المتحدة الأمريكية وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أشكركم على مجيئكم إلى هنا اليوم، هذا هو بيت بطرس وبيتكم، لأن الكنيسة هي بيت أبوابه مفتوحة، يأتي إليه الجميع من الشرق والغرب ليجلسوا إلى المائدة التي أعدها الرب لنا. لقد قرأت بعناية الأسئلة التي أرسلتموها لي – وهي كثيرة – وبينما كنت أفكر في كيفية الإجابة عليها، تذكرت الكلمات التي قالها الرب للقديسة تريزيا ليسوع عندما أخذوا منها الكتب التي كانت تثق بها: “سأعطيك الكتاب الحي”، المسيح هو الكتاب الذي أوصيكم به من كل قلبي.
تابع البابا فرنسيس يقول يتمّ التحضير في الولايات المتحدة، لمؤتمر إفخارستي وطني للعام القادم، وقد تم اختيار الطوباوي كارلو أكوتيس والقديس مانويل غونزاليس كشفيعين له، وكلاهما قد تميّزا – مثل العديد من قديسي الكنيسة – في فن قراءة هذا الكتاب الحي، أمام بيت القربان، في مدرسة الصمت والركوع. ومن بين تعاليم القديس مانويل بالتحديد، أود أن آخذ المفتاح لكي أجيب على الأسئلة التي طرحتموها علي. في إحدى المناسبات، خاطب القديس مانويل مجموعة من المؤمنين، متأملًا حول دور النساء القديسات على الجلجلة، كنماذج لكل تلميذ أمام صليب الرب، آنذاك والآن. يمكننا أن نختبر نفس العجز، ونفس الرغبة في العمل ضد الظلم الذي عاشته النساء القديسات في تلك اللحظات إزاء مشكلة المهاجرين، وانغلاق بعض السلطات المدنية والدينية، وتحديات التعددية الثقافية، وتعقيد البشارة، وغيرها.
أضاف الأب الأقدس يقول أمام هذه الصعوبات، يحذرنا القديس من أن “يسوع يتألّم الألم على الدوام”. في كل بيت قربان، في كل كأس مقدس، نرى الصليب يرتفع، ويسألنا: “هل نستطيع أن نفعل شيئًا لكي نخفف آلام المسيح المتألّم اليوم؟ افعلوا ذلك، بأسرع وقت ممكن!”، ولكن إفعلوه مدركين أن “الآلام ستكون رفيقة يسوع في بيوت القربان خاصتكم” في كل أخ أو أخت يتألم، وما يطلبه الله منكم هو ألا تتركوهما وحدهما. يقول لنا القديس مانويل أن يسوع لا يتوقع منا أن نمنع الآلام، وإنما أن نمجّده حتى في وسطها.
تابع الحبر الأعظم يقول إذ أستلهم من هؤلاء القديسين، أترك أن يكون الرب في بيت القربان هو الذي يجيب على مخاوفكم. ربما قد تبدو لكم بعض الإجابات ساذجة، مثل الجهود التي بذلها الشاب كارلو أكوتيس لكي ينشر شيئًا كان بالنسبة له اكتشافًا استثنائيًا، “طريق سريع نحو السماء”. والبعض الآخر سيبدو أكبر منكم، مثل الاستمرار في الأعمال الاجتماعية والرسولية التي عززها القديس مانويل. في الواقع، ذكر هذا الراعي، في توصياته، أن ما يمكن أن يفعله الكاهن بشكل خاص يبدأ اليوم بصلاة بسيطة، وكلمات قريبة، واستقبال أخوي، وعمل مثابر.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الإخوة، لا تضعوا ثقتكم فقط في الأفكار العظيمة، ولا في المقترحات الرعوية المحددة، بل استسلموا في الذي دعاكم إلى بذل ذواتكم، ويطلب منكم فقط الأمانة والثبات، مع اليقين بأنه هو الذي سيكمّل العمل ويضمن بأن تؤتي جهودك ثمارًا جيدة. ليبارككم الله.