استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في قاعة بولس السادس في الفاتيكان موظفي الكرسي الرسولي وحاكمية دولة حاضرة الفاتيكان بمناسبة تبادل التهاني بعيد الميلاد المجيد، وقال في كلمته إن أسلوب الله هو القُرب والرأفة والحنان.
وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة للمناسبة استهلها قائلا من خلال التأمل معا في سر ميلاد يسوع، من الجميل أن نفهم أسلوب الله الذي ليس أسلوبا فخمًا أو صاخبًا إنما أسلوب الخفاء والصِغر، مشيرا إلى أن هاتين الكلمتين تنقلان لنا سمة تواضع الله الذي لا يأتي إلينا ليُخيفنا بعظمته أو ليفرض ذاته بعظمته، إنما صار واحدا منا. وتوقف عند كلمتي الخفاء والصِغر لافتًا إلى أن الله يختبئ في صِغر طفل يولد في فقر مذود. إنه إله الصغار والأخيرين ومعه نتعلم جميعنا الطريق الذي ينبغي اتباعه لدخول ملكوت الله: أن نصبح صغارا كالأطفال. وأشار البابا فرنسيس في كلمته إلى أن عملهم في الفاتيكان يتم غالبا في الخفاء اليومي، وأضاف أن ما يقومون به يساهم في تقديم الخدمة للكنيسة والمجتمع، وشكرهم على ذلك وتمنى أن يواصلوا عملهم بروح الامتنان وبتواضع، مقدّمين شهادة مسيحية في العلاقات مع زملائهم وزميلاتهم، وأضاف قائلا: انظروا إلى صِغر يسوع في المغارة؛ انظروا إلى بساطة المغارة التي وضعتموها في بيتكم؛ وكونوا على ثقة بأن الخير، حتى عندما يكون خفيًا وغير مرئي، فهو ينمو بدون إحداث ضجيج، ويتكاثر بطريقة غير متوقعة وينشر عبير الفرح. ودعا إلى عدم نسيان ذلك قائلا إن الخير ينمو بدون إحداث ضجيج ويعطي القلب ذاك السلام والفرح.
وتابع البابا فرنسيس كلمته إلى موظفي الكرسي الرسولي وحاكمية دولة حاضرة الفاتيكان متمنيا أيضا هذا الأسلوب – الخفاء والصِغر – لعائلاتهم وأبنائهم، وقال نعيش اليوم في زمن يبدو في غالب الأحيان مهووسا بالمظاهر وخصوصا من خلال ما يُعرف بوسائل التواصل الاجتماعي. ويشبه ذلك رغبة الحصول على كؤوس ثمينة من الكريستال بدون الاهتمام إذا ما كان النبيذ جيدًا. وأشار إلى أن في العائلة لا تهمّ المظاهر والأقنعة، ولا تدوم طويلا؛ المهم ألاّ ينقص النبيذ الجيد للمحبة والحنان والتفاهم. وأضاف البابا فرنسيس يقول إن أسلوب الله هو القُرب والرأفة والحنان. وأكد من ثم أن المحبة لا تُحدث الضجيج. نعيش المحبة في صِغر الأعمال اليومية وفي الاهتمام الذي نتبادله. وتمنى من ثم أن يكونوا متنبهين في بيوتهم وعائلاتهم إلى الأمور الصغيرة اليومية وإلى لفتات الامتنان الصغيرة والاهتمام بالعناية، وقال: من خلال النظر إلى المغارة، نستطيع أن نتخيّل اهتمام وحنان مريم ويوسف إزاء الطفل الذي وُلد.
وفي ختام كلمته إلى موظفي الكرسي الرسولي وحاكمية دولة حاضرة الفاتيكان بمناسبة تبادل التهاني بعيد الميلاد المجيد، تمنى قداسة البابا فرنسيس ميلادا مجيدا لهم ولأبنائهم ولعائلاتهم وللمسنين الذين يعيشون معهم وخصوصا إلى أعزائهم المرضى. وطلب منهم ألاّ ينسوا أن يصلّوا من أجله.