استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في القصر الرسولي في الفاتيكان المشاركين في مؤتمر دولي بعنوان “النساء في الكنيسة: صانعات إنسانية” يُعقد في روما في السابع والثامن من آذار مارس ٢٠٢٤.
استهل قداسة البابا فرنسيس كلمته مرحبًا بجميع الحاضرين القادمين من بلدان عديدة للمشاركة في هذا المؤتمر الدولي وشكرهم على حضورهم وتنظيم هذا الحدث الذي يثمّن بشكل خاص شهادة قداسة عشر نساء هنّ: جوزيبينا باخيتا، مادلين ليسوع، اليزابيت آن سيتون، ماري ماكيلوب، لاورا مونتويا، كاتيري تيكاكويتا، تريزا دي كالكوتا، رفقا بطرسيّة شبق الريّس، ماريا بيلترامي كواتروكّي ودافروز موكاسانغا. وأراد الأب الأقدس أن يذكر أيضا العديد من النساء غير المعروفات أو المنسيات اللاتي ساندنَ وحوَّلن عائلات وجماعات بقوة شهادتهن، مسلطا الضوء من خلال كلماته هذه على ما جاء في إرشاده الرسولي “افرحوا وابتهجوا” حول الدعوة إلى القداسة في العالم المعاصر. وأشار البابا فرنسيس من ثم إلى أن الكنيسة تحتاج إلى ذلك لأن الكنيسة هي امرأة، وتابع مشددا على أن نساعد بعضنا بعضا بتمييز دقيق، من خلال الطاعة لصوت الروح القدس، لتحديد الطُرق الملائمة كي يتم تثمين القيمة الكبيرة للنساء ودورهن، أكثر فأكثر، لدى شعب الله.
وإذ سلط الضوء على العنوان المُختار لهذا المؤتمر من خلال وصف النساء بـ “صانعات إنسانية”، أشار البابا فرنسيس إلى أنها كلمات تذكّر بوضوح أكبر بطبيعة دعوتهنَّ في أن يكنّ “صانعات”، معاونات للخالق في خدمة الحياة والخير العام والسلام. وشدد على ناحيتين لهذه الرسالة تتعلقان بالأسلوب والتنشئة. وتوقف بداية عند الأسلوب لافتًا إلى عصرنا الذي تمزّقه الكراهية، حيث الإنسانية التي تحتاج إلى الشعور بأنها محبوبة هي غالبا مجروحة بالعنف والحرب وايديولوجيات تخنق أجمل مشاعر القلب. وفي هذا الصدد، شدد البابا فرنسيس على أن إسهام النساء هو أساسي أكثر من أي وقت مضى: فالمرأة تعرف أن توحّد بالحنان. وقد قالت القديسة تريزا الطفل يسوع إنها تريد أن تكون الحب في الكنيسة. وقد كانت على حق، ذلك أن المرأة بقدرتها الفريدة على الحنان، وبحدسها وميلها الطبيعي إلى “العناية”، تعرف أن تكون للمجتمع “العقل والقلب الذي يحب ويوحّد”، من خلال وضع المحبة حيث لا توجد محبة، والإنسانية حيث يتعب الإنسان في أن يجد نفسه.
وتوقف البابا فرنسيس من ثم عند الناحية الثانية وهي التنشئة، وسلط الضوء على أنه قد تم تنظيم هذا المؤتمر بالتعاون مع العديد من الجامعات الكاثوليكية. وأشار إلى أنه في مجال العمل الرعوي الجامعي، وبالإضافة إلى التعمق في عقيدة الكنيسة ورسالتها الاجتماعية، فإن تقديم شهادات القداسة يشجع على رفع النظر وتوسيع أفق الأحلام وطريقة التفكير والاستعداد لإتباع مُثل عليا. وأمل الأب الأقدس أن تكون بيئاتهم أيضا – وبالإضافة إلى كونها أماكن للدارسة والبحث والتعمق – أماكنَ للتنشئة حيث تساعد على أن ينفتح العقل والقلب على عمل الروح القدس. وفيما يتعلق أيضا بالناحية الثانية وهي التنشئة، أشار البابا فرنسيس إلى أنه في العالم حيث لا تزال النساء يعانين من الكثير العنف واللامساواة والظلم وسوء المعاملة، هناك شكل خطير من أشكال التمييز يرتبط بتنشئة المرأة. وأضاف أن الطريق من أجل مجتمعات أفضل تمر من خلال تعليم الفتيات والشابات، وهو ما تستفيد منه التنمية البشرية. وختم قداسة البابا فرنسيس كلمته موكلاً إلى الرب ثمار هذا المؤتمر الدولي.