البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في رحلة حجٍّ من المجر

“لنسر معًا على درب الرب كرجال ونساء “قيامة”، ولنتعرف عليه في كسر الخبز، على المائدة الإفخارستية، وعلى مائدة الجياع؛ في كلمته وفي اللقاء مع الآخرين” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى الحجاج القادمين من المجر
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في قاعة بولس السادس بالفاتيكان المشاركين في رحلة حجٍّ من المجر وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال يأتي حجكم بعد عام من زيارتي الرسولية إلى المجر، والتي أحملها في قلبي بامتنان كبير. ولهذا يطيب لي أن أذكرها اليوم، متذكرًا أنني حللتُ بينكم كحاج وأخٍ وصديق.
تابع البابا فرنسيس يقول في بودابست، مدينة الجسور والقديسين الجميلة، كنت حاجًا لكي أصلّي معكم. لكي نصلّي من أجل أوروبا، من أجل “الرغبة في بناء السلام، ومنح الأجيال الشابة مستقبلًا مليئًا بالرجاء، لا بالحرب؛ مستقبل مليء بالمهود، لا بالمقابر؛ عالم من الأخوة، وليس من الجدران”. لقد صليت من أجل أمتكم العزيزة التي سكنت تلك الأرض منذ ألف عام وأخصبتها بإنجيل المسيح. ابحثوا في الصلاة، على الدوام عن القوة والتصميم لكي تتبعوا، حتى في السياق التاريخي الحالي، مثال القديسين والطوباويين الذين أزهروا في شعبكم.
أضاف الأب الأقدس يقول عندما ظهر القائم من بين الأموات في وسط تلاميذه أعطاهم السلام. لا ننسينَّ، أيها الإخوة والأخوات، أن تحقيق هذه العطية العظيمة يبدأ في قلب كل واحد منا؛ يبدأ أمام باب بيتي عندما أقرر، قبل أن أخرج، ما إذا كنت أريد أن أعيش ذلك اليوم كرجل أو امرأة سلام، أي أن أعيش في سلام مع الآخرين. يولد السلام عندما أقرر أن أسامح، حتى لو كان ذلك صعباً، وهذا الأمر يملأ القلب فرحاً. مرة أخرى، أوكل الكنيسة في بلدكم إلى شفاعة العذراء مريم سيّدة المجر، والقديس إسطفانوس، والقديس لاديسلاوس، والقديسة إليزابيث، والقديس إيميريك وجميع القديسين والطوباويين: ولكي تتقوى في حماسة الشهادة وفي فرح الإعلان.
تابع الحبر الأعظم يقول بالإضافة إلى كوني حاجًا، أردت أن آتي بينكم كأخ. ولاسيما في اللقاء معكم أيها الأساقفة الأعزاء، وأيها الكهنة والرهبان والراهبات الأعزاء. لقد شجعتكم لكي تعتمدوا “أسلوب الله” كموقف وأسلوب حياة، يقوم على الحنان والقرب والرحمة. ولتساعدكم في ذلك الأمثلة الحديثة لزمن الاضطهاد، مثل مثال الطوباوي فيلموس أبور، الذي لقربه ودفاعه عن النساء اللاجئات وجب عليه أن يدفع حياته ثمنًا. أو مثال زولتان ميسزليني، الذي تمّم خدمته بتفان كبير حتى آخر لحظة من حياته. وكيف لا نتذكر الكاهن الشاب يانوس برينر؟ الذي إذ دفعه الحنان والغيرة الرعوية، ذهب لكي يعزّي شخصًا يُفترض أنه مريض ويحمل له المناولة، دون أن يشك أنَّ الأمر كان فخًّا وأنه كان سيُقتل بوحشية. وكذلك سارة سالكهازي، التي تعاطفت مع الضحايا أثناء الترحيل النازي لليهود، لدرجة أنها استشهدت تحت جسر الحرية في بيست. لتدفعكم هذه الأمثلة لكي تكون لديكم المواقف عينها تجاه الأشخاص الموكلين إلى رعايتكم.
أضاف الأب الأقدس يقول ومن ثمَّ أردت أن أكون معكم كصديق. وأتذكر بشكل خاص بفرح عظيم اللقاء معكم أيها الشباب الأعزاء. وما زلت أريد أن أشجعكم على السير في الحوار مع الأجيال التي سبقتكم؛ وعلى التحدث مع الأجداد، ومع المسنين من شعبكم؛ ولكي تبحثوا عن الجذور، لأنكم بهذه الطريقة ستضعون أسسًا متينة للمستقبل. من خلال الحفاظ على جذوركم، ستتمكنون من أن تنظروا إلى الأمام بثقة، وتتقوَّوا بالقيم التي تعطي الحياة: العائلة والوحدة والسلام. يعجبني مثلكم الإنجيلي: “العطاء هو خير من الأخذ”. هكذا هو الأمر تمامًا: من خلال بذل الذات، يجد المرء نفسه ولا تبقى حياته فارغة.
تابع الحبر الأعظم يقول كصديق، التقيت أيضًا بأشخاص يعيشون في ظروف ألم: لاجئون، فقراء، ومهمشون. أشكركم لأن قلبكم مفتوح تجاه اللاجئين، اللاجئين الأوكرانيين الذين تركوا بلادهم بسبب الحرب. وأقدِّر أيضًا جهودكم لإدماج الذين يعيشون على هامش المجتمع. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أشكركم على قربكم ومحبتكم! لنسر معًا على درب الرب كرجال ونساء “قيامة”، ولنتعرف عليه في كسر الخبز، على المائدة الإفخارستية، وعلى مائدة الجياع؛ في كلمته وفي اللقاء مع الآخرين. أشكركم على أمانتكم للمسيح، التي تظهر في شهادة الإيمان وفي المسكونية المعاشة، في العلاقات مع جيرانكم، وفي المحبة التي تستقبل حتى من هو مختلف، في احترام كل حياة بشرية والعناية المسؤولة بالبيئة. أبارككم من كلِّ قلبي، ولتحفظكم العذراء مريم. ليبارك الله المجريين! ومن فضلكم استمرّوا في الصلاة من أجلي.