البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في الجمعية العامة للّجنة الحبرية للآثار المقدسة

الآثار المسيحية كإرث للإيمان وللفن، هذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس خلال استقباله اليوم الجمعة المشاركين في الجمعية العامة للّجنة الحبرية للآثار المقدسة، وتوقف بشكل خاص عند أهمية المقابر المسيحية والحج إلى مقابر الشهداء في إطار الاحتفال العام القادم باليوبيل.

استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة المشاركين في الجمعية العامة للّجنة الحبرية للآثار المقدسة. ورحب قداسته بالجميع في بداية كلمته وخص بالتحية الكاردينال جانفرانكو رافازي الذي ترأس اللجنة في الفترة من ٢٠٠٧ حتى ٢٠٢٢ والمطران باسكوالي ياكوبوني الرئيس الحالي. ثم أراد البابا الإعراب عن تثمينه لنشاط اللجنة في مجال إشراك الأجيال الجديدة من طلاب الآثار المسيحية ودارسيها وذلك من أجل الحفاظ على الحماية رفيعة المستوى والأبحاث وأعمال الترميم وتثمين المقابر المسيحية في إيطاليا. وأشار الأب الأقدس في هذا السياق إلى الدور الهام لمبادرات مثل أيام المقابر حيث يتم إشراك عائلات وفتية في مختبرات تعليمية، والتعريف بالمقابر السردابية المسيحية في برامج تلفزيونية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، هذا إلى جانب تقديم منح دراسية وتنظيم ورشات سنوية للبحث بالتعاون مع الجامعات.
وفي حديثه عن الجمعية العامة قال البابا فرنسيس إنها تتمحور حول مشاريع عديدة يتم تنفيذها في مناطق مختلفة من إيطاليا تقود إلى اكتشافات هامة، إلا أن الجزء الأكبر من أعمال الجمعية العامة يخصَّص للتأمل في الاحتفال بيوبيل العام القادم ٢٠٢٥ وموضوعه “حجاج الرجاء”. وهنا أيضا أشار الأب الأقدس إلى أهمية المقابر المسيحية حيث ستكون زياراتها من بين نشاطات الاحتفال باليوبيل، ففي هذا المقابر هناك علامات كثيرة للحج المسيحي وأيضا الكثير من الرموز المسيحية التي محورها الرجاء، قال قداسة البابا وتوقف هنا عند التحرر من الموت بالمسيح، الراعي الصالح، وشدد على أن تلك المقابر تَحَدثنا عن الرجاء وعن الحياة. وواصل الأب الأقدس أن المقابر السردابية هي من جهة أخرى شهادات للانتظار، لرجاء المسيحي الذي يؤمن بقيامة المسيح وقيامة الجسد.
وتابع البابا فرنسيس متحدثا بالتالي عن أن الحج إلى المقابر المسيحية يعني خوض خبرة انتظار ورجاء مسيحي تُذَكرنا بأننا جميعا حجاج في سير نحو الهدف، اللقاء مع الله الذي يدعونا في يسوع المسيح إلى تقاسم سلامه. وأضاف الأب الأقدس أن الأجيال الأولى من المسيحيين قد عبَّ رت عن هذا الإيمان من خلال ما كُتب على القبور من عبارات تشير إلى العيش في سلام، العيش في المسيح.
وفي حديثه عن الرجاء قال البابا فرنسيس أن الشهداء هم مَن يشهدون له في المقام الأول، وأشاد في هذا السياق باختيار اللجنة الحبرية إدراج زيارة مقابر الشهداء في مسيرات الحج خلال الاحتفال باليوبيل. فالتوقف أمام مقابر الشهداء، واصل قاسة البابا، يجعلنا نتعرف على الأمثلة الشجاعة والآنية دائما لهؤلاء المسيحيين، ويدعونا إلى الصلاة من أجل الأخوة الكثيرين الذين يعانون من الاضطهاد بسبب إيمانهم بالمسيح. ورحب البابا أيضا بقرار زيادة عدد المقابر المسيحية التي يمكن للحجاج زيارتها ما يمَكن أعدادا أكبر من الحجاج من تعزيز الإيمان والرجاء.
وفي ختام كلمته إلى المشاركين في الجمعية العامة للّجنة الحبرية للآثار المقدسة، الذين استقبلهم اليوم الجمعة، قال البابا فرنسيس لضيوفه إنهم وباسم الكرسي الرسولي والكنيسة حراس إرث الإيمان والفن المتمثل في المقابر المسيحية في إيطاليا. ثم شكر الأب الأقدس الجميع على ما يقدمون من خدمة داعيا إياهم على مواصلتها بكفاءة وشغف، ووصف هذه بخدمة للذكرى وللمستقبل، خدمة للجذور وللبشارة بالإنجيل، وذلك لأن رسالة المقابر المسيحية تتحدث إلى الحجاج، وأيضا إلى الزوار البعيدين، عن خبرة إيمان. تضرَّع البابا فرنسيس بعد ذلك طالبا للجميع حماية مريم العذراء ومساندتها وبارك ضيوفه وعملهم وعائلاتهم سائلا إياهم الصلاة من أجله.