البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في الجمعية العامة لدائرة البشارة

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في القصر الرسولي في الفاتيكان المشاركين في الجمعية العامة لدائرة البشارة، وسلط الضوء في كلمة للمناسبة على نقل الإيمان، وروحانية الرحمة، ويوبيل العام ٢٠٢٥ وقوة الرجاء والسنة المخصصة للصلاة استعدادا لهذا اليوبيل. وقد قرأ كلمة الأب الأقدس المونسنيور فيليبّو تشامبانيلّي من أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان.
استهل قداسة البابا فرنسيس كلمته مرحبًا بجميع الحاضرين المشاركين في الجمعية العامة لدائرة البشارة – قسم المسائل الأساسية في العالم، وأشار بداية إلى الوضع الذي تواجهه العديد من الكنائس المحلية بسبب ما أدت إليه العلمنة خلال العقود الماضية من مصاعب هائلة: من فقدان حس الانتماء إلى الجماعة المسيحية، إلى اللامبالاة إزاء الإيمان ومحتواه. وشدد الأب الأقدس على أهمية معرفة الإجابة الفعالة التي نحن مدعوون إلى تقديمها للأجيال الشابة كي تتمكن من استعادة معنى الحياة. وتابع كلمته مسلطا الضوء على نقل الإيمان ومشيرا في هذا الصدد إلى ضرورة استعادة علاقة فعالة مع العائلات ومراكز التنشئة. وأضاف البابا فرنسيس أن الإيمان بالرب القائم من الموت، الذي هو جوهر البشارة، يتطلب من أجل نقله خبرة هامة مُعاشة في العائلة وفي الجماعة المسيحية باعتباره لقاء مع يسوع المسيح الذي يبدّل الحياة. وبدون هذا اللقاء الحقيقي سنكون معرّضين دائما إلى تجربة جعل الإيمان نظرية وليس شهادة حياة.
وتابع الأب الأقدس كلمته إلى المشاركين في الجمعية العامة لدائرة البشارة مشيرا مجددا إلى نقل الإيمان وشاكرا إياهم على الخدمة التي يتم تقديمها في مجال التعليم المسيحي متوقفا أيضا عند الدليل الجديد الذي أعدته هذه الدائرة الفاتيكانية في العام ٢٠٢٠. كما وذكّر بخدمة معلّم التعليم المسيحي، وشدد على أهمية أن يعزز ويرافق الأساقفة الدعوات لهذه الخدمة، لاسيما بين الشباب، من أجل تقليص الفجوة بين الأجيال، وكي لا يبدو نقل الإيمان مهمة موكلة فقط إلى الأشخاص المسنين. وتوقف البابا فرنسيس من ثم عند روحانية الرحمة كمحتوى أساسي في عمل البشارة، لافتًا إلى أننا مدعوون للشهادة لرحمة الله. وأشار من ثم إلى رعوية المزارات التي تتطلب أن تكون متسمة بالرحمة وذلك كي يجد مَن يقصد هذه الأماكن واحات سلام وطمأنينة. وأضاف أن مرسلي الرحمة ومن خلال خدمتهم السخية لسر المصالحة يقدمون شهادة ينبغي أن تساعد جميع الكهنة في إعادة اكتشاف نعمة وفرح كونهم خدام الله الذي يغفر دائما وبدون حدود.
كما وتحدث البابا فرنسيس عن الاستعداد ليوبيل العام ٢٠٢٥مسلطا الضوء على قوة الرجاء ومشيرا إلى أنه سيتم خلال الأسابيع القادمة نشر الرسالة الرسولية الخاصة بالإعلان الرسمي عن هذا اليوبيل، آملاً أن تساعد كثيرين على التأمل ولاسيما عيش الرجاء بشكل ملموس. وتوقف الأب الأقدس أيضا في كلمته عند العمل الكبير الذي تقوم به يوميا دائرة البشارة لتنظيم اليوبيل القادم، وشكر الجميع لافتًا إلى أن الجهد الكبير سيحمل ثماره. وذكّر في الوقت نفسه بهذه السنة التي تسبق اليوبيل والمخصصة للصلاة مشددا على أهميتها.
وفي ختام كلمته إلى المشاركين في الجمعية العامة لدائرة البشارة – قسم المسائل الأساسية في العالم، شكر قداسة البابا فرنسيس الجميع على عملهم خلال هذه الأيام وخدمتهم الكنيسة، وطلب منهم أن يصلّوا من أجله.