البابا فرنسيس يستقبل أعضاء جمعية حلبة فيرونا

“التواضع والسخاء هما فضيلتا الفنان الحقيقي الذي يحدثنا عنه تاريخكم!” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى أعضاء جمعية حلبة فيرونا
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء جمعية حلبة فيرونا وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال يسعدني أن أستقبلكم بمناسبة الاحتفالات بالذكرى المئوية “للولادة الجديدة” لحلبة فيرونا، التي بدأت عام ١٩١٣ بالأداء الرائع لعايدة لجوزيبي فيردي واستمرت حتى يومنا هذا. مائة موسم من النشاطات الفنيّة على أعلى مستوى، جمعت تراثًا ثمينًا من الماضي وحافظت عليه حيًّا، لكي تُسلِّمه بشكل أغنى للأجيال القادمة. وهذا أمر جميل جدًا: إنه شكل ذكي ومبدع وملموس من الامتنان والمحبة.
تابع البابا فرنسيس يقول إن الإرث الذي نتحدث عنه متعدد الأوجه. يعود تاريخ مبنى الحلبة في المقام الأول إلى عشرين قرنًا، وقد تم الحفاظ عليها مع مرور الوقت بفضل واقع أنها كانت على الدوام مكانًا مُعاشًا. كما يحدث غالبًا، تم تكييفها لاستخدامات مختلفة، وهي رائدة لأحداث مختلفة: تم تقديرها، في بعض الفترات، في وظيفتها الأصلية كمكان للترفيه؛ وفي حالات أخرى، تم تخفيضها إلى استخدامات أكثر تواضعًا، إلى حد المخاطرة، في بعض الأوقات، إلى تحويلها إلى مقلع للحجارة. ومع ذلك، فقد خلّصتها دائمًا المودة التي من خلالها حمى بها شعب فيرونا بقاءها من وقت لآخر، وعادوا لترميمها وإعادة إنعاشها مرات عديدة. وهكذا وصل بها الأمر في بداية القرن العشرين لكي تستضيف ميلاد ما سيصبح مهرجان فيرونا.
أضاف الأب الأقدس يقول كم من العمل في كل هذا، وكم من التفاني وكم من الجهد: بدءًا من الذين بنوا وأعادوا بناء الهيكليات، إلى جهود المؤلفين والفنانين، وجهود منظمي الأحداث المختلفة وجميع الذين عملوا، كما يقال، “خلف الكواليس”. عند التفكير في ذلك، يتبادر إلى ذهني ما قاله القديس بولس عن الكنيسة عندما قارنها بجسد متعدد الأعضاء: كل عضو يكمل الأعضاء الأخرى في وظيفته المحددة. في الواقع، لا يمكن لشخص واحد، ولا حتى لمجموعة صغيرة من الأشخاص المختارين، أن ينتجوا مائة عام من الفن: فهي تتطلب مساهمة جماعة كبيرة، يذهب عملها أبعد من حياة الأفراد، ويعرف فيه من يعمل أنه لا يبني شيئًا لنفسه وحسب، وإنما للذين سيأتون بعده أيضًا. لهذا السبب، إذ أنظر إليكم، أرى معكم حشدًا أكبر من الرجال والنساء الذين سبقوكم والذين حملتموهم إلى هنا بشكل مثالي: حشد حاضر على الدوام، حتى على المسرح، وفي كل عرض، يذكرنا بمدى أهمية أن نكون متواضعين وأسخياء، في الفن كما في الحياة. التواضع والسخاء هما فضيلتا الفنان الحقيقي الذي يحدثنا عنه تاريخكم!
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول لذلك أشجعكم على مواصلة هذا العمل، وعلى القيام به بحب، ليس من أجل النجاح الشخصي، وإنما من أجل فرح أن تعطوا شيئًا جميلاً للآخرين. أن نُعطي السعادة بالفن، وننشر الصفاء، وننقل الانسجام! جميعنا بحاجة إلى هذه الأمور كثيرًا. أبارككم من كلِّ قلبي. وأسألكم ألا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.