البابا فرنسيس: لتساعدنا العذراء مريم لكي نحب يسوع ملكنا في إخوته الصغار

“الأسلوب الذي يدعى لكي يتميّز به أصدقاء يسوع، هو أسلوبه نفسه: الرأفة والرحمة والحنان” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي
بسبب حالة انفلونزا طفيفة تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي من كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وبعد أن حيا المؤمنين قال الاب الأقدس اليوم، لا أستطيع أن أُطلَّ عليكم من النافذة لأنني أعاني من مشكلة التهاب في الرئة، وبالتالي سيقرأ عليكم التأمل المونسينيور برايدا. شكرا جزيلا لحضوركم. ننشر فيما يلي نص الكلمة التي كان قد أعدّها الأب الأقدس لهذه المناسبة اليوم، الأحد الأخير من السنة الليتورجية وعيد ربنا يسوع المسيح ملك الكون، يحدثنا الإنجيل عن الدينونة الأخيرة ويقول لنا إنها ستكون على المحبة.
إنَّ المشهد الذي يقدمه لنا هو مشهد القاعة الملكية، حيث يجلس يسوع، “ابن الإنسان”، على العرش. وقد اجتمعت جميع الشعوب عند قدميه، ومن بينهم يبرز الذين باركهم الآب، أصدقاء الملك، ولكن من هم؟ ما الذي يميز هؤلاء الأصدقاء في عيون ربهم؟ وفقًا لمعايير العالم، أصدقاء الملك هم الذين منحوه الثروة والسلطة، والذين ساعدوه لكي يغزو الأراضي، وينتصر في المعارك، ويصبح عظيمًا بين الملوك الآخرين، وربما لكي يظهر كنجم في الصفحات الأولى من الصحف أو على وسائل التواصل الاجتماعي. وعليه أن يقول لهم: “شكرًا لكم، لأنكم جعلتموني غنيًا ومشهورًا، ومحسودًا ومُهابًا”. هذا بحسب معايير العالم.
لكن بحسب معايير يسوع، الأصدقاء هم غير ذلك: هم الذين خدموه في الأشخاص الأشدَّ ضعفًا. وذلك لأن ابن الإنسان هو ملك مختلف تمامًا، يدعو الفقراء “إخوة”، ويتماهى مع الجائعين والعطاش والغرباء والمرضى والمسجونين، ويقول: “كُلَّما صَنعتُم شَيئًا مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه”. إنه ملك حساس لمشكلة الجوع، والحاجة إلى منزل، والمرض والسجن: جميعها للأسف وقائع آنيّة جدًا. إن الجياع والمشردين، يزدحمون في شوارعنا: ونلتقي بهم كل يوم. وكذلك فيما يتعلق بالمرض والسجن، جميعًا نعرف ما معنى أن تكون مريضًا، وأن ترتكب الأخطاء وتدفع ثمن العواقب.
يقول لنا إنجيل اليوم أننا نكون مباركين إذا أجبنا على أشكال الفقر هذه بالحب والخدمة: ليس بالنظر إلى الجهة الأخرى، وإنما من خلال إعطاء الطعام والشراب واللبس والاستضافة والزيارة، بكلمة واحدة، من خلال الاقتراب مِن مَن هُم في العوز. وذلك لأن يسوع، ملكنا الذي يدعو نفسه ابن الإنسان، لديه أخواته وإخوته المفضلين بين النساء والرجال الأكثر هشاشة. و”قاعته الملكية” هي مُعدَّة حيث يكون هناك من يتألّم ويحتاج إلى المساعدة. هذا هو “بلاط” ملكنا، والأسلوب الذي يدعى لكي يتميّز به أصدقاؤه، الذين لديهم يسوع ربًا، هو أسلوبه نفسه: الرأفة والرحمة والحنان. هي تسمو بالقلب وتنزل مثل الزيت على جراح من جرحتهم الحياة.
لذا، أيها الإخوة والأخوات، لنسأل أنفسنا: هل نؤمن بأن الملوكية الحقيقية تكمن في الرحمة؟ هل نؤمن بقوة الحب؟ هل نؤمن أن المحبة هي التعبير الأكثر ملوكيّة للإنسان وهي حاجة لا يمكن للمسيحي أن يستغني عنها؟ وأخيرًا، هناك سؤال محدد: هل أنا صديق للملك، أي هل أشعر بأنني أشارك شخصيًا في احتياجات الأشخاص المتألِّمين الذين ألتقي بهم على دربي؟ لتساعدنا العذراء مريم، سلطانة السماء والأرض، لكي نحب يسوع ملكنا في إخوته الصغار.