تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج احتشدوا في ساحة القديس بطرس، وألقى كلمة قبل الصلاة سلط الضوء فيها على إنجيل هذا الأحد (يوحنا ١، ٥٣ – ٤٢)، متوقفًا عند ثلاث كلمات: البحث، الإقامة والإعلان.
استهل قداسة البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي ظهر الأحد قائلا إن إنجيل اليوم يقدّم لقاء يسوع مع التلاميذ الأوائل (راجع يوحنا ١، ٣٥ – ٤٢)، وأضاف أن هذا المشهد يدعونا إلى أن نتذكّر لقاءنا الأول مع يسوع ونجدد فرح اتّباعه ونسأل أنفسنا: ما معنى أن نكون تلاميذ يسوع؟ وأشار إلى أننا نستطيع التوقف عند ثلاث كلمات في إنجيل اليوم هي البحث، الإقامة والإعلان. وتوقف بداية عند كلمة البحث لافتًا إلى أنه بفضل شهادة يوحنا المعمدان، بدأ تلميذان باتباع يسوع الذي وإذ رآهما يتبعانه قال لهما: “ماذا تُريدان؟”(يوحنا ١، ٣٨). إنها الكلمات الأولى التي يوجهها يسوع إليهما، ويدعوهما أولا إلى النظر إلى داخلهما والتساؤل عن الرغبات التي يحملانها في القلب. وتابع مشيرا إلى أن الرب لا يريد “أتباعًا” سطحيين إنما أشخاصا يسألون أنفسهم ويدعون كلمته تسائلهم، مضيفًا أنه كي نصبح تلاميذ يسوع، ينبغي قبل كل شيء أن نبحث عنه ونتحلّى بقلب منفتح، قلب يبحث.
وتابع البابا فرنسيس قائلا عمّا كان يبحث هذان التلميذان، متوقفا عند الكلمة الثانية أي الإقامة، وأشار إلى أنهما لم يكونا يبحثان عن معلومات حول الله، أو آيات أم معجزات، إنما كانا يرغبان لقاء المسيح والتكلم معه والبقاء معه والإصغاء إليه. وكان سؤالهما الأول” أَينَ تُقيم؟” (يوحنا ١، ٣٨)، ودعاهما المسيح قائلا ” هَلُمَّا فَانظُرا” (يوحنا ١، ٣٩). الإقامة معه، البقاء معه، هذا هو الأمر الأهم لتلميذ الرب. إن الإيمان ليس نظرية، قال البابا فرنسيس، إنما لقاء، الذهاب لرؤية أين يقيم الرب والإقامة معه.
أما الكلمة الثالثة والأخيرة التي سلط الأب الأقدس الضوء عليها فهي الإعلان، وأشار إلى أن ذاك اللقاء الأول مع يسوع شكل خبرة قوية لدرجة أن التلميذين يتذكّران دائما الساعة “كانَتِ السَّاعَةُ نَحوَ الرَّابِعَةِ بَعدَ الظُّهْر” (يوحنا ١، ٣٩). وأضاف أن قلبيهما كانا مفعمين بالفرح لدرجة أن شعرا فورا بالحاجة إلى إعلان العطية التي نالاها. وبالفعل، فأحد هذين التلميذين وهو أندراوس قد أسرع ليشارك هذه العطية مع أخيه بطرس؛ وجاء به إلى الرب.
وأضاف الأب الأقدس لنتذكّر نحن أيضا اليوم لقاءنا الأول مع الرب. متى التقيت الرب؟ متى لمس الرب قلبي؟ ولنسأل أنفسنا: أما زلنا تلاميذ يحبون الرب ويبحثون عنه، أم أننا استقرينا في إيمان مكوّن من عادات؟ أنقيم معه في الصلاة، أنعرف البقاء في صمت معه؟ وهل نشعر برغبة مشاركة وإعلان جمال اللقاء مع الرب؟ وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي سائلا مريم العذراء الكلية القداسة، أول تلميذة ليسوع، أن تهبنا رغبة البحث عنه، والبقاء معه وإعلانه.