البابا فرنسيس: العمل التطوعي هو انفتاح على احتياجات الآخرين

كان العمل التطوعي محور كلمة البابا فرنسيس التي وجهها اليوم إلى أعضاء جمعية Nolite timere التي تساعد الأطفال اليتامى في رواندا.
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم السبت أعضاء جمعية Nolite timere، وبدأ الأب الأقدس كلمته إلى ضيوفه مرحبا بالجميع في الذكرى الخامسة والعشرين لتاسيس الجمعية. وذكَّر من جهة أخرى بأن تأسيسها جاء لصالح أطفال مركز Cité des Jeunes Nazareth في مباري في رواندا وذلك بمبادرة من المطران سلفاتوري بيناكيو الذي كان سفير الفاتيكان في هذا البلد في تلك الفترة والأب توماسو كوتشينييلو. وقد كانت هذه المبادرة، حسبما واصل الأب الأقدس، برعاية البابا يوحنا بولس الثاني وذلك من أجل الأعداد الكبيرة من اليتامى بسبب الإبادة الرهيبة التي شهدتها رواندا سنة ١٩٩٤.
توقف البابا فرنسيس يعد ذلك عند شعار المؤسسة وهو “فلنمنح الرجاء للبدء من جديد”، وأشاد قداسته بهذا الشعار مشيرا إلى أنه من الجميل عيش أعضاء المؤسسة لهذا الشعار بشكل ملموس باستضافة مئات الأطفال في مركز Cité des Jeunes Nazareth وذلك من خلال التبني عن بعد وتوفير الوسائل لإعالتهم والتكوين المدرسي والديني. ثم تحدث الأب الأقدس عن شعار هذا المركز والذي يًذكِّرنا بأنه وفي عالم تتزايد فيه الجدران ويتزايد الفصل بين الأشخاص وبين الشعوب لا تعرف المحبة حدودا، وهو ما يثبته تاريخ المؤسسة. فمن خلال إسهام الكثير من الأشخاص، ما بين أعضاء المؤسسة ومتطوعين ومانحين، تعملون منذ ربع قرن مع الأطفال، قال البابا فرنسيس لضيوفه، بروح منفتحة ومحبة غير مشروطة، توحدكم الرغبة المتقاسَمة في أن تعيدوا إلى هؤلاء الأطفال البسمة ورجاءً في المستقبل. وأراد قداسته التذكير هنا بأن الحروب والأسلحة تسلب الأطفال الابتسام والمستقبل وهذا أمر مأساوي. وواصل أنه من الجميل في المقابل ما يقوم به ضيوفه من أجل توفير فرص صداقة انطلاقا من التضامن، حيث تنشأ علاقات تستمر مع مرور الزمن. وهكذا تتأسس شبكة من المشاعر تتسع لتتجاوز إطار اللحظة وتتخطى الاختلافات في السن والجنسية، الثقافة والوضع الاجتماعي. وتابع قداسة البابا أن هذا يكشف أن العمل التطوعي هو أكثر بكثير من مجرد تقديم خدمة أو إسهام مالي، هو بالأحرى اختيار يجعلنا منفتحين على احتياجات الآخر وصناع رحمة، وذلك بأيادٍ وأعين وآذان متنبهة، من خلال القرب.
وفي ختام كلمته إلى أعضاء مؤسسة Nolite timere، والتي يعني اسمها باللاتينية “لا تخف شيئا”، أراد البابا فرنسيس توجيه الشكر إلى الجميع على ما يقومون به، ثم أوكل عملهم إلى مريم العذراء سلطانة السلام. كما ودعا قداسته إلى الصلاة كي يتوقف في العالم العنف والنزاعات والتي تؤدي إلى أن يواصل الكثير من الأطفال المعاناة ويتواصل استغلالهم وموتهم.