البابا: عليكم أن تحافظوا على الوحدة والموهبة، وتذهبوا أبعد من سوء الفهم

رسالة البابا فرنسيس إلى رئيس حركة Comunione e Liberazione، دافيدي بروسبيري، بمناسبة ذكرى وفاة المؤسس الأب جيوساني: “عليكم أن تتعاونوا بجهوزية ووفاء مع الذين دعوا لقيادة الحركة. وحدها الطاعة يمكنها أن تضمن تجديد حضوركم في العالم، لخير الكنيسة بأسرها.
وحدة، طاعة، أمانة للموهبة، تصحيح “بعض سوء الفهم”، التغلب على “التفسيرات الشخصية، التي لا تزال للأسف موجودة”، المحبة تجاه رجال ونساء اليوم. هذا ما يطلبه البابا ويتوقعه من أعضاء حركة Comunione e Liberazione، الحركة التي أسسها الأب لويجي جيوساني عام ١٩٥٤ وتفرعت الآن في جميع أنحاء العالم، والتي شهدت بعض التغييرات في السنوات الأخيرة، – كما قال البابا فرنسيس نفسه في لقائه في ١٥ كانون الأول أكتوبر ٢٠٢٢ مع ٦٠ ألف عضو حركة Comunione e Liberazione – أدت إلى “مشاكل وانقسامات خطيرة” و”إفقار في الحضور” لحركة كنسية “مهمة”. مرحلة يبدو أنه يتمّ تجاوزها تدريجياً، كما تدل بعض الثمار التي أبرزها البابا في رسالة نشرها في الأول من شباط فبراير، بمناسبة ذكرى وفاة الأب جيوساني والذكرى السبعين لتأسيس الحركة.
وقد نشر الرسالة رئيس الأخوية، دافيدي بروسبيري، الذي يتولى رئاسة حركة Comunione e Liberazione منذ عام ٢٠٢١ بعد استقالة الكاهن الإسباني جوليان كارون، عقب دخول حيز التنفيذ مرسوم الفاتيكان لتنظيم الحياة الداخلية لجمعيات المؤمنين العالمية” الذي حدد حدًا لفترة الرئاسة بحد أقصى عشر سنوات متتالية. هذا وكان البابا قد استقبل بروسبيري في القصر الرسولي في ١٥ كانون الثاني (يناير) الماضي، مع المطران فيليبو سانتورو، الأسقف الذي تمّ تعيينه في أيلول (سبتمبر) ٢٠٢١ من قبل الكرسي الرسولي كمندوب خاص “بصلاحيات كاملة” لتولي إدارة جمعية Memores Domini، الفرع العلماني لـحركة Comunione e Liberazione ، “من أجل الحفاظ على موهبتها والحفاظ على وحدة الأعضاء”. وفي عرض للرسالة البابوية، يوضح الرئيس بروسبيري أنه تمكن مع المطران سانتورو من إخبار البابا “بالخطوات التي اتخذتها الأخوّة وجمعية Memores Domini، في العام الماضي” ويدعو جميع أعضاء الحركة إلى قراءة كلمات البابا “المفعمة بالمعنى في الزمن الذي نعيش فيه”.
في النص، يقول البابا فرنسيس إنه ممتن لله “على الحيوية التي تظهرها الحركة باستمرار في عملها التبشيري والمحبّة تجاه رجال ونساء اليوم”، وفي الوقت نفسه، تعزّيه رؤية “كيفية قبول الحركة” بطريقة جادة ومفيدة للكلمات” التي وجهها لها خلال لقاء ١٥ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٢ – عندما حثهم على ألا يسمحوا بأن تجرحهم “الانقسامات وانعدام الثقة والمعارضة” وعلى استغلال زمن الأزمة كزمن تجديد وانطلاقة إرسالية جديدة. – بالإضافة إلى إرشادات دائرة العلمانيين والعائلة والحياة. ويكتب البابا: “أشجعكم على الاستمرار في هذا الدرب، وأثبّتكم في العمل الذي قمتم به خلال هذه الفترة”.
وبمناسبة الاحتفالات في ذكرى وفاة الأب جيوساني، يوصي البابا فرنسيس جميع الأعضاء بالاعتناء بالوحدة فيما بينهم: لأنها وحدها، في الواقع، في اتباع رعاة الكنيسة، يمكنها أن تكون في الزمن الحارس لخصوبة الموهبة التي وهبها الروح القدس للأب جيوساني. “لكي تحافظوا على الوحدة وتعملوا لكي تعرف الموهبة ميف تفسّر الأ منة التي دُعيتم فيها للشهادة لإيماننا بيسوع المسيح، بشكل مناسب، من الضروري أن تذهبوا أبعد من التفسيرات الشخصية، التي لا تزال موجودة للأسف، والتي تخاطر بأن تواجه رؤية أحادية للموهبة نفسها. ويشجع البابا بروسبيري ومعاونيه على “مواصلة العمل الذي يهدف إلى الحفاظ على رؤية متكاملة”، ويكتب الأب الأقدس إن المسار التربوي الذي تقترحه مع الذين يساعدونك في قيادة الحركة يساهم أيضًا في تصحيح بعض سوء الفهم ومواصلة رسالتكم في الأمانة للموهبة التي أُعطيت للكنيسة بواسطة الأب جيوساني”. وبالتالي، وفي هذه المرحلة الحاسمة لتاريخ هذا الواقع الكنسي، فإن إرشادات البابا واضحة: “اتبعوا الدب الذي بدأتم باتباعه، تحت إرشاد الكنيسة” و”تعاونوا بجهوزية ووفاء مع الذين دعوا لقيادة الحركة”. “وحدها هذه الطاعة – يؤكد خورخي ماريو بيرغوليو – التي يتم اكتشافها وتغذيتها باستمرار، ستكون قادرة على ضمان خبرة أكثر ثراءً للحياة المسيحية بينكم وعلى تجديد حضوركم في العالم، من أجل خير الكنيسة بأسرها”.