أشار رئيس رابطة “كاريتاس” الأب ميشال عبود، إلى أنّ “الله يكلّمنا دائمًا في الإنجيل، واليوم يكلّمنا أيضًا، ولا يمكن لأحد أن يسمع كلمة الله ويبقى كما هو. يكلّمنا الإنجيل اليوم عن تلميذَي عماوس في يوم القيامة. يسوع الّذي شفى المرضى وأقام الموتى، مشى على وجه الماء وواجه هيرودوس وأرادوا ان ينصّبوه ملكا، هو نفسه الّذي بلحظة، خانه يهوذا، تركه تلاميذه، قبضوا عليه وعُلّق على الصليب. فكانت خيبة الأمل وانهار المشروع في نظر النّاس، لأنّهم لم يكونوا يعرفون أنّ بعد الجمعة أحد، وبعد الصليب قيامة، وأنّ الميّت إنّما هو حي”.
ولفت، خلال ترؤّسه احتفال إقليم “كاريتاس لبنان” بعبدا الأوّل بالقدّاس السّنوي، في كنيسة مار ميخائيل في الشّياح، إلى أنّ “في هذا الوقت، اقترب يسوع من تلميذَي عماوس ومشى معهم، كما يمشي معنا، وسألهما عمّا بهما كأن يسألنا عمّا بنا”، موضحًا “أنّنا أحيانًا نحن نأخذ دور يسوع، لنتعلّم أن نمشي مع الآخرين”.
وركّزب الأب عبود على أنّ “الله تنازل وتجسّد ليرفع الإنسان نحوه، وليس لينزل الله إلى مستوى الإنسان. ولكن الإنسان اليوم يريد أن يكون الله على هواه، وأن يفعل الله ما يريده الإنسان. طبعًا لا، فالحقيقة هي أنّ من يجلس مع الله يولد من عل ولا يعود أرضيًّا”، مؤكّدًا أنّ “الله لا يتدخّل إلّا إذا اخترناه بحرّيّتنا. على الإنسان أن يسمع صوت الله ويعمل بكلمته كي يحدث التّغيير”.
وشدّد على أنّ “الله موجود معنا وفي الحياة الثّانية سنرى وجهه، فالإنسان المؤمن يَعبر إلى الحياة الأخرى بعينَين مفتوحتَين”، مبيّنًا أنّ “يسوع يقول لنا أنا موجود معكم في الفقير، في العمل التّطوّعي… ولكنّكم لا تنتبهون. الله موجود في القربان، فتلميذا عماوس عرفا يسوع عندما كسر الخبز وباركه وناولهما. لا مسيحيّة من دون القربان”.