ترأس رئيس أساقفة صور للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت جورج اسكندر قداس عيد البشارة، عاونه فيه الأب بشارة كتورة في كنيسة السيدة في صور بحضور حشد من ابناء الرعية.
بعد القداس ألقى عظة تناول فيها معاني المناسبة وقال: “استبشيري أيتها الأرض بالفرح الأعظم، ويا سماوات سبحي مجد إلهنا أيها الإخوة والأخوات الأحباء اليوم هو يوم فرح عظيم، يوم بهجة وسرور، لأن الملاك جبرائيل أرسل من قبل الله وبشر مريم العذراء بأنها سَتَحْبَلُ وتلد ابناً وتسميه يسوع، وهو من الروح القدس وابن العلي يُدعى. وبتجاوب مريم مع الإرادة الإلهية، ظهر السر الذي منذ الأزل الذي هو يسوع المسيح، وحل في أحشائها. فصار ابن الله ابنا للبتول، وبتجسده بدأ الخلاص لكل البشر. فالله أخذ صورة الإنسان وتجسد في بطن مريم، ليعلن لنا محبته اللانهائية ويُرسل لنا رسالة الخلاص”.
أضاف: “اليوم يتجسد الله ليحقق حلم آدم الذي كان يَحْلُمُ به في الفردوس، وهو أن يصبح إلها على صورة الله الذي خلقه اليوم يتجسد الله ليحقق وعده الذي قطعه لآدم وحواء، بأنه سيرسل لهم ولنا مخلصًا يُخلصهم ويُخلصنا من الخطيئة، ويُعيدنا إلى الفردوس، وإلى النعيم الإلهي”.
وتابع: “عيد البشارة يا أحبة هو فاتحة الأعياد، لأنه لولا البشارة وحلول كلمة الله في أحشاء مريم، لما كانت قد حدثت الولادة، ولما كنا قد رأينا الله متردداً فيما بيننا. لولا البشارة لما كان قد حصل الخلاص لهذا العالم. وكان الإنسان قد بقي رازحاً تحت عبء الخطيئة. بالبشارة تجسد الرب الإله مولوداً من مريم العذراء ، وعاينا مجد الله، وحصلنا على الخلاص. عيد البشارة يا أحبة ليس مجرد عيد عادي نحتفل به، إنه إعلان بشارة الخلاص والفداء للبشرية جمعاء. ففي هذا اليوم، تجسد الرب يسوع المسيح في أحشاء مريم، وهو أت إلينا ليخلصنا من سطوة الخطيئة والموت، وليمنحنا حياة جديدة فيه. إن تَجَسُدَ الكلمة الإلهية في بطن العذراء مريم يُعبّر عن محبة الله العظيمة للبشرية، لأن الطبيعة الإلهية اتحدت بالطبيعة البشرية في شخص واحد، هو يسوع المسيح، وذلك كي يعيش بيننا ويُعلمنا طريق الحق والحياة الأبدية. إن فحوى عيد البشارة يا أحبة تكمن في تَجَسُّدِ الكلمة، وفي الإعلان عن محبة الله العظيمة للبشرية. فهذا اليوم يُذكِّرُنا بأننا لسنا وحدنا، بل إن اللهَ يَتَّحِدُ معنا في كل لحظة من حياتنا، يشاركنا أفراحنا وأحزاننا، ويهتم بكل تفاصيل حياتنا”.
وقال: “لنعش إذاً يا أحبة حياتنا بفرح وامتنان، بروح البشارة والأمل، متذكرين أن الله معنا، وأن محبته لا تنتهي أبداً. لنحمل بشارة الخلاص ونعلنها للعالم من حولنا، دعونا نعلنها للناس الذين يتخبطون لاسيما في هذه الأيام باليأس والقلق والخوف، ولنكن رسلاً للبشارة، لمحبة الله التي دفعته إلى أن يَتَجَسَّدَ ابْنُهُ ويصير إنسانًا مثلنا لكي نصير نحن أبناء الله مشاركين في حياته الإلهية. ولنحتفل بهذا اليوم بفرح كبير وعميق شاكرين الله على العمل الخلاصي الذي أجراه لنا بتجسّد ابنه من مريم العذراء ، وشاكرين مريم العذراء على أنها قبلت أن تكون والدة ليسوع بقولها للملاك: “ها أنذا أمة للرب فليكن لي بحسب قولك ولننشد لها من أعماق قلوبنا : “افرحي يا ممتلئة نعمة الرب معك”، “افرحي يا عروسة لا عروس لها”.
وختم: “أهنئ جميع أصحاب العيد وكل من يحمل اسم “بشارة” ، وأود أن أذكركم بأن اسمكم يحمل معانٍ جميلة ورمزية عظيمة، فهو رمز للفرح والاخبار السارة، وتجسيد للأمل والتفاؤل في الحياة”.