هيام عيد
يكتسب التواصل على خطّ بكركي – المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى طابعاً بالغ الأهمية، من زاوية أهدافه وانعكاساته المباشرة وغير المباشرة على الساحة الداخلية، كما من زاوية توقيته، حيث يأتي “تجدده” في لحظةٍ داخلية وإقليمية خطرة، يقف فيها لبنان على حافة الحرب “الإسرائيلية”، ما يستدعي تعزيز هذا التواصل بين مكوناته كافةً، بمعزلٍ عن كل الإشكالات والتباينات في وجهات النظر السياسية إزاء ملفات خلافية، يأتي على رأسها ملف انتخاب رئيس للجمهورية والشغور الرئاسي المستمر منذ قرابة السنتين.
وتحت عنوان التواصل الإيجابي بين البطريركية المارونية والمجلس الإسلامي الشيعي، يندرج اللقاء الأخير بين مدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، كما مع أعضاء لجنة التواصل، من أجل استكمال البحث في استكمال اللقاءات الحوارية، بعد مرحلة من التباعد بين بكركي والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وفق ما يوضح رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم.
وحول هذا اللقاء في المجلس الإسلامي، يؤكد لـ “الديار” أنه “اجتماع للجنة التواصل بين بكركي والمجلس الشيعي الأعلى، وهي تنشط منذ نحو 6 أشهر، حيث كانت زيارة الشيخ الخطيب إلى بكركي من أولى ثمار عمل هذه اللجنة، وبالتالي ما يجري حالياً هو استكمال هذا التواصل، الذي لا يقتصر فقط على المجلس الشيعي، بل يشمل كل المرجعيات الدينية في لبنان السنية والدرزية أيضاً”.
وعن الأعضاء الذين تضمّهم هذه اللجنة، يوضح أبو كسم وهو من أعضائها، أنها “تضم فاعليات وشخصيات دينية واجتماعية، وقد انطلقت اجتماعاتها مجدداً عبر اللقاء في المجلس الشيعي، تحت عنوان البحث عن كيفية تعزيز العلاقة بين بكركي والمجلس الشيعي الأعلى بعد 3 أشهر من الركود”.
وعن تجاوز التباين الأخير أو الإشكال بين بكركي والمجلس الشيعي، يكشف أن الشيخ الخطيب قد اتصل في عيد السيدة العذراء بالبطريرك بشارة الراعي معايداً، وتمنى أن “يكون العيد في العام المقبل، في مناسبة أفضل وأن يتضامن اللبنانيون فيما بينهم ويبقوا موحدين في ما بينهم”، مشيراً إلى “أن لقاء الأمس قد خُصص للبحث بآلية عمل لجنة التواصل وكيفية التعاقد، كما أنه سيعقد اجتماع آخر في الأيام المقبلة، ولن يحصل في بيروت أو في بكركي بالضرورة بل ربما في المركز الكاثوليكي للإعلام”.
وعن زيارته إلى المجلس الشيعي، يشير إلى أنها ركزت على “استكمال عمل اللجنة، كما أنها لم تأت بتكليف من أي جهة، بعدما كسر الإتصال الذي جرى بين الشيخ الخطيب والبطريرك الراعي الجمود الذي كان سائداً، لأنه كان اتصالاً مهماً وأكد على أن الإشكال الأخير كان غيمة صيف وقد زالت، واليوم ستعود لجنة التواصل إلى نشاطها السابق ودورها التواصلي والتوضيحي لوجهات النظر”.
وعن أجندة هذه اللجنة وإذا كانت تشمل الملفات السياسية كالاستحقاق الرئاسي، ينفي أن يكون دور هذه اللجنة يتعلق بالملفات السياسية مشدداً على أن مهمتها هي “توضيح فكرة أو طرح كل فريق من الأفرقاء أو المرجعيات الدينية بالشكل الصحيح، وبالتالي، فإن المواضيع التي ستتطرق إليها ستتحدد في الإجتماعات المقبلة وقد تكون أنشطةً ذات طابع ديني أو اجتماعي”.
وحول ما إذا كانت لجنة التواصل ستبحث في الملفات الخلافية كملف الخلاف على الأراضي في بعض المناطق على سبيل المثال في منطقة لاسا، يوضح أبو كسم أن “هذه الملفات لا تدخل ضمن صلاحيات لجنة التواصل”، مشيراً إلى “لجنة خاصة تمّ تشكيلها من أجل عرض ملف أراضي لاسا”.